في تطور صادم هز أجواء آسيا بأكملها، استيقظ بركان "هايلي غوبي" في إثيوبيا من سباته العميق الذي دام قروناً طويلة، ليطلق سحابة رماد بركانية عملاقة وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومتراً - أعلى من قمة إفرست بمرة ونصف! النتيجة الكارثية: شلل تام لحركة الطيران في الهند مع إلغاء 18 رحلة جوية في ثوانٍ معدودة، بينما تتجه السحابة القاتلة نحو الصين مهددة بتوسيع دائرة الفوضى عبر القارة الآسيوية.
في مشهد يشبه أفلام الكوارث، تحولت مطارات الهند صباح الثلاثاء المشؤوم إلى ساحة من الذعر والقلق. أحمد المنصوري، المهندس الإماراتي العالق في مطار دلهي منذ 18 ساعة، يروي لحظات الرعب: "كنت أنتظر رحلتي للعودة لحضور زفاف ابنتي، فجأة تحولت كل الشاشات إلى اللون الأحمر مع كلمة ملغاة". وأعلن مسؤولو مطار دلهي عن إلغاء 7 رحلات دولية وتأجيل 10 أخرى، بينما أكدت شركة "إير إنديا" إلغاء 11 رحلة إضافية في أكبر أزمة طيران تشهدها البلاد منذ سنوات.
القصة بدأت في شمال شرق إثيوبيا، حيث انفجر البركان النائم للمرة الأولى منذ ثلاثة قرون في ظاهرة جيولوجية نادرة. الدكتور سونيل ميهتا، خبير الأرصاد الهندي، يؤكد: "هذا أقوى انفجار بركاني شهدناه في المنطقة منذ 300 عام، والمدهش أن تأثيره وصل لآلاف الكيلومترات". المقارنة مذهلة - مثل ثوران فيزوف الذي دفن بومبي، لكن هذه المرة العالم كله يشاهد عبر الأقمار الصناعية كيف تنتشر السحابة بقوة ألف قنبلة ذرية عبر القارات.
التأثير لم يقتصر على المطارات فقط، بل امتد ليشمل الحياة اليومية لملايين الأشخاص. فاطمة الحسين، المسافرة الكويتية، تصف المشهد: "رأيت السماء تتحول للون الرمادي الداكن، كان منظراً مخيفاً ورائحة الكبريت تملأ الهواء". من حفلات الزفاف المؤجلة إلى الصفقات التجارية المعطلة، ومن الأدوية المهمة المحتجزة في الطائرات إلى العائلات المنتظرة للم الشمل - تحول يوم عادي إلى كابوس حقيقي. الخبراء يحذرون من فواتير تعويضات بالمليارات وضرورة إعادة تقييم أنظمة الطيران العالمية.
رغم أن إدارة الأرصاد الهندية تتوقع انقشاع السحابة تدريجياً، إلا أن السؤال المرعب يبقى معلقاً في الأذهان: إذا كان بركان على بعد آلاف الكيلومترات يمكنه تعطيل حياتنا بالكامل، فماذا عن البراكين النائمة في مناطقنا؟ هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة قوة الطبيعة الجامحة التي يمكنها في لحظة واحدة أن تحول العالم المتصل إلى جزر معزولة؟