في إنجاز أكاديمي نادر لا تحققه سوى 15% من الكليات المصرية، أعلنت جامعة المنيا رسمياً حصول كلية التربية للطفولة المبكرة على الاعتماد الأكاديمي للمرة الثانية على التوالي، لتكتب بذلك تاريخاً جديداً للتميز في قلب الصعيد. هذا الإنجاز التاريخي يضع الكلية في مصاف الجامعات العالمية ويفتح أبواباً ذهبية أمام طلاب الثانوية العامة للالتحاق بكلية معتمدة دولياً.
اجتازت الكلية أكثر من 100 معيار صارم للحصول على هذا الاعتماد المرموق، محققة نسبة نجاح 95% في توظيف الخريجات خلال ستة أشهر فقط من التخرج. "هذا الإنجاز يضعنا في مقدمة الجامعات المتميزة على مستوى الجمهورية"، تصرح د. نادية عبدالعزيز، أستاذة التربية المقارنة، مؤكدة أن هذا الاعتماد يضع الكلية في مصاف الجامعات العالمية. أما د. سارة محمود، خريجة الكلية عام 2020 والتي أصبحت مديرة حضانة رائدة في القاهرة، فتقول بفخر: "تعليمي في هذه الكلية فتح لي آفاقاً لم أكن أحلم بها".
يأتي هذا الإنجاز في إطار خطة مصر الطموحة لتطوير التعليم وإعداد جيل من المتخصصين المؤهلين لرعاية أطفال المستقبل. التطوير المستمر للمناهج والاستثمار في التدريب العملي وتحديث المرافق كانت من أهم العوامل المؤثرة في تحقيق هذا النجاح. كما حققت مصر الريادة في التعليم أيام الأزهر الشريف، تعيد المنيا الآن كتابة تاريخ التميز، والخبراء يتوقعون أن تصبح هذه الكلية مرجعاً إقليمياً في تربية الطفولة المبكرة خلال السنوات القادمة.
هذا الإنجاز ليس مجرد شهادة ورقية، بل ثورة حقيقية في حياة آلاف الأطفال الذين سيستفيدون من خدمات متخصصات مؤهلات على أعلى مستوى. منى أحمد، طالبة بالسنة الأخيرة، تعبر عن سعادتها قائلة: "فخورة بدراستي في كلية معتمدة دولياً، أشعر بثقة عارمة في مستقبلي المهني". أم محمد، والدة إحدى الطالبات، تؤكد: "ابنتي تلقت تعليماً عملياً ونظرياً متميزاً جعلها واثقة ومؤهلة". مع ارتفاع مستوى التعليم المبكر في الصعيد وزيادة فرص العمل للخريجات، فإن التنافس على الالتحاق بالكلية سيكون شديداً هذا العام.
اعتماد ثانٍ متتالي، معايير عالمية، وفرص ذهبية للمستقبل - هكذا تقود المنيا مستقبل التعليم المبكر في مصر والمنطقة العربية. على كل طالب يحلم بمستقبل مشرق في التعليم أن يغتنم هذه الفرصة النادرة. السؤال الآن: هل ستكون من محظوظي الجيل القادم من خريجي كلية معتمدة دولياً؟