في ضربة قاسية هزت أركان الكرة المصرية، سقط رمضان صبحي من عرش النجومية إلى هاوية الإيقاف في غضون ساعات، ليواجه كابوساً مزدوجاً يهدد بتدمير مسيرة امتدت لأكثر من عقد. 1,460 يوماً - هذا ما سيقضيه نجم بيراميدز بعيداً عن أحلامه بعد قرار المحكمة الرياضية الدولية بإيقافه 4 سنوات كاملة، بينما تنتظره زنزانة الاحتجاز حتى النطق بالحكم في قضية التزوير.
انهارت أحلام اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً كقصر من الرمال، عندما أعلنت "كاس" رسمياً إيقافه بتهمة التلاعب في عينة اختبار المنشطات. "صدمة شديدة" - هكذا وصف مصدر مقرب حالة رمضان صبحي، بينما كشفت التحقيقات عن "قراءات غير نمطية" في العينة أظهرت ارتفاعاً مريباً في نسبة الماء وتغيرات لا تتوافق مع المعدلات الطبيعية للإنسان. أحمد الجماهيري، مشجع بيراميدز منذ 10 سنوات، لا يخفي مرارته: "شعرت وكأن قلبي توقف، كيف لنجمي المفضل أن يفعل هذا؟"
تعود جذور الكارثة إلى عينة عشوائية سُحبت من اللاعب عقب مباراة في كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2021، لكن الصاعقة لم تضرب إلا بعد 3 سنوات من التحقيقات المضنية. د. سامي القانوني، المحامي الرياضي المتخصص، يكشف: "هذه القضية تشبه محاكمة مارادونا في كأس العالم 1994، لكن العقوبة هنا أقسى وأطول." رغم دفوع اللاعب ومحاولات إثبات براءته، رأت اللجنة أن وجود تدخل خارجي في العينة أمرٌ مثبت، ليسقط النجم من القمة كالشهاب المحترق.
لكن المأساة لم تكتمل فصولها بعد، فبينما يصارع رمضان صبحي شبح الإيقاف الرياضي، تطارده محاكم الجنايات في قضية تزوير تهدد بسجنه حتى 30 ديسمبر المقبل. الاتهام هذه المرة: أداء شخص آخر للامتحانات الدراسية نيابة عنه في معهد خاص. كابوس مزدوج يحاصر النجم من كل اتجاه، بينما تتردد أصداء صمت مدوي في استاد بيراميدز الذي اعتاد هتافات الجماهير لنجمهم. كريم، زميله السابق في المنتخب، لا يخفي صدمته: "لا أصدق ما يحدث لصديقي، هذا ليس رمضان الذي أعرفه."
في عمر الـ28، يقف رمضان صبحي أمام نهاية محتملة لحلم بدأ في أكاديميات الأهلي وامتد عبر ملاعب إنجلترا ليعود إلى مصر محملاً بالطموحات. 4 سنوات إيقاف تعني فقدان أفضل سنوات العطاء (28-32)، وربما إنهاء المسيرة نهائياً. د. محمد العدالة، خبير مكافحة المنشطات، يؤكد: "رغم قسوة العقوبة، لكنها ضرورية لحماية نزاهة الرياضة." هل ستنجح تحركات الاستئناف في إنقاذ ما تبقى من مسيرة النجم المصري؟ أم أن هذه المأساة المزدوجة ستطوي صفحة واحد من أبرز مواهب الكرة المصرية إلى الأبد؟
