شهدت الساحة الرياضية العربية تطوراً لافتاً مع إعلان إقامة نهائي كأس السوبر السعودي خارج أراضي المملكة للمرة الأولى، حيث ستحتضن مدينة هونغ كونغ المواجهة النارية بين النصر والأهلي. هذا القرار التاريخي يأتي في إطار استراتيجية شاملة لتدويل البطولات السعودية وتعزيز الحضور العالمي للكرة السعودية، مع ترقب جماهيري واسع لمشاهدة صدام النجمين كريستيانو رونالدو ورياض محرز على أرض محايدة.
تقام المباراة المرتقبة يوم السبت 23 أغسطس على ملعب هونغ كونغ الدولي في تمام الساعة 3:00 عصراً بتوقيت مكة المكرمة، وتُعتبر هذه المبادرة خطوة جريئة من الاتحاد السعودي لكرة القدم لنقل تجربة البطولات المحلية إلى الأسواق الآسيوية الواعدة. الحدث يحمل رمزية خاصة إذ يقام على ضفاف ميناء فيكتوريا الشهير، في مشهد يعكس طموحات الكرة السعودية للانتشار دولياً ووصولها لجماهير جديدة خارج المنطقة العربية.
النصر يدخل النهائي بطموحات كبيرة لتحقيق لقبه الثالث في تاريخ البطولة بعد تتويجه في نسختي 2019 و2020، ويقوده النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يسعى لكسر نحسه مع الألقاب منذ انضمامه للفريق. الفريق العالمي تأهل للنهائي بعد انتصاره على الاتحاد بنتيجة 2-1 في مباراة شهدت تألق رونالدو وإظهاره لمستوى فني مميز أمام جماهير غفيرة.
من الجهة المقابلة، يحل الأهلي ضيفاً على النهائي بعد مشاركته البديلة عن الهلال الذي اعتذر بسبب ضغط المباريات عقب مشاركته في كأس العالم للأندية. الفريق المكي بلغ النهائي بأسلوب مقنع بعد فوزه الساحق على القادسية بخماسية نظيفة 5-1، ويطمح لحصد لقبه الثاني في البطولة بعد تتويجه التاريخي عام 2016. يقود الأهلي النجم الجزائري رياض محرز الذي يتطلع لتقديم عرض مميز أمام جماهير آسيوية جديدة واستكمال مسيرته الناجحة مع الفريق بعد تتويجه مؤخراً بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
المواجهة تحمل بُعداً تكتيكياً مثيراً بين البرتغالي جورجي جيسوس مدرب النصر والألماني ماتياس يايسله مدرب الأهلي، اللذين يعرفان بعضهما جيداً بعد 6 مواجهات سابقة جمعتهما. جيسوس تفوق في أول 4 مباريات حين كان يدرب الهلال، بينما رد يايسله بالفوز في آخر مواجهتين، مما يضفي نكهة خاصة على الصراع التكتيكي المنتظر في هونغ كونغ.
هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية أوسع للاتحاد السعودي لكرة القدم لتصدير البطولات المحلية وجذب استثمارات جديدة من الأسواق الآسيوية الناشئة. إقامة البطولة في هونغ كونغ تفتح آفاقاً جديدة أمام الكرة السعودية للوصول إلى قاعدة جماهيرية أوسع وتعزيز علاقاتها مع الاتحادات الآسيوية، خاصة مع اقتراب استضافة السعودية لكأس العالم 2034.