في ليلة ستُحفر بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الهولندية، انفجرت أحلام 17 مليون هولندي فرحاً بعدما سحق منتخبهم ضيفه الليتواني برباعية مدوية 4-0، لتفصل 3 نقاط فقط بين الجنة والجحيم في سباق محموم نحو كأس العالم 2026. اللحظة التي غيرت مصير منتخب كامل تحققت في أمستردام، حيث تيجاني ريندرز فتح باب الأحلام بهدفه الأول، قبل أن ينهال المطر الناري على دفاعات ليتوانيا المنهارة.
مثل انهيار قلعة رملية أمام أمواج البحر الهائجة، تداعى خط دفاع ليتوانيا أمام الهجمات الهولندية التي اندفعت كالبرق في سماء صافية. كودي خاكبو، تشافي سيمونز، ودونيل مالين أضافوا ثلاثة أهداف قاتلة في الشوط الثاني، بينما كان يوناس كازلاوسكاس، المدافع الليتواني، يشاهد أحلامه تتحطم أمام عينيه وسط صمت مطبق من الجماهير الزائرة. "لقد حققنا هدفنا الأساسي بجدارة"، صرح مصدر من الاتحاد الهولندي، بينما انتشرت رائحة النجاح في أجواء أمستردام الباردة.
هذا التأهل لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة صراع محتدم امتد لشهور في المجموعة السابعة، حيث تنافست هولندا وبولندا على بطاقة التأهل المباشر. الضغط الجماهيري الهائل والذكريات المؤلمة من إقصاءات سابقة دفعت الطواحين البرتقالية لتقديم عرض استثنائي يذكر بأمجاد وصولهم لنهائي كأس العالم 2010. د. أحمد المصري، محلل كرة القدم المصري، توقع هذا التفوق التقني قائلاً: "الفارق في الخبرة والمهارة كان واضحاً كالفرق بين عملاق وطفل صغير."
في الشوارع الهولندية، انفجرت احتفالات عفوية لم تشهدها البلاد منذ سنوات، حيث مارك فان دير بيرغ، الجماهيري الهولندي، عاش لحظات من القلق تحولت إلى نشوة خالصة. هذا التأهل يعني بداية تحضيرات مكثفة لمونديال 2026، مع توقعات بمعسكرات تدريبية طموحة وربما استثمارات رياضية جديدة. لكن الخبراء يحذرون من خطر الاستخفاف بالخصوم القادمين في النهائيات، خاصة مع وجود منتخبات عملاقة مثل البرازيل وفرنسا والأرجنتين في الانتظار. ردود الأفعال تباينت بين الفرحة الهولندية العارمة والحزن الليتواني الصامت، بينما يترقب العالم كيف ستستغل هولندا هذا الزخم.
تأهل مستحق برباعية مقنعة وتصدر مثالي للمجموعة، هكذا كتبت هولندا اسمها في قائمة المتأهلين لكأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية. مع 20 نقطة ثمينة في الجيب وثقة متزايدة في القدرات، تتطلع الطواحين البرتقالية نحو تحقيق حلم الجيل الذهبي. السؤال الذي يحرق القلوب الآن: هل ستتمكن هولندا من تحويل هذا الحماس إلى إنجاز حقيقي في المونديال؟