في تطور صادم هز أركان السوق السعودي، شهد عشرون سهماً انهياراً دراماتيكياً ليسجل أدنى مستوياته منذ عام كامل، بخسائر وصلت إلى 49% من قيمتها الأصلية في يوم واحد فقط. هذا المشهد المرعب الذي لم تشهده الأسواق منذ سنوات، يضع آلاف المستثمرين السعوديين أمام كابوس حقيقي قد يكلفهم مدخرات العمر.
تصدرت شركتا سابتكو وبنان قائمة الخاسرين بنسبة متطابقة ومرعبة بلغت 49%، بينما تبعتهما تبوك الزراعية وتكافل الراجحي بخسائر 42% لكل منهما. أحمد العتيبي، المستثمر الأربعيني من الرياض، يصف اللحظة قائلاً: "شاهدت 20 عاماً من مدخراتي تتبخر أمام عيني خلال ساعات، كان الأمر أشبه بكابوس لا يمكن الاستيقاظ منه". الأرقام تتحدث عن نزيف حقيقي حيث انخفض سهم سابتكو إلى 10.94 ريال، بينما هوى بنان إلى 4.01 ريال فقط.
هذا الانهيار الجماعي لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة تراكم ضغوط اقتصادية هائلة تشمل تذبذب أسعار النفط العالمية، وارتفاع أسعار الفائدة، والمخاوف من ركود اقتصادي عالمي. د. محمد الجابر، أستاذ التمويل بجامعة الملك سعود، يؤكد أن "ما نشهده اليوم يذكرنا بالثلاثاء الأسود في وول ستريت، حيث سقطت الأسهم كأوراق الخريف دون رحمة". المشهد يستدعي ذكريات مؤلمة من أزمة 2006 التي ضربت السوق السعودي وأفقدت المستثمرين مليارات الريالات.
تداعيات هذا الانهيار تمتد لتطال الحياة اليومية لآلاف العائلات السعودية، حيث يضطر الكثيرون لإعادة النظر في خطط التقاعد والتعليم الجامعي لأبنائهم. خالد الزهراني، المتداول اليومي، يصف الرعب قائلاً: "خسرت 200 ألف ريال في ساعة واحدة، والأسوأ أن هناك توقعات بمزيد من التراجع". لكن وسط هذا المشهد القاتم، تبرز أصوات تنادي بالهدوء والحكمة، حيث ترى سارة المطيري، المحللة المالية التي توقعت هذا الانهيار، أن "هذا تصحيح طبيعي يوفر فرصاً ذهبية للمستثمرين الأذكياء".
بينما تحوم غيوم الشك فوق السوق السعودي، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الانهيار بداية أزمة طويلة أم مجرد عاصفة عابرة؟ الخبراء منقسمون، والمستثمرون في حالة ترقب مؤلم، والوقت وحده كفيل بكشف مصير مليارات الريالات المعلقة في الميزان. النصيحة الذهبية الآن: لا تتخذ قرارات متهورة تحت ضغط الخوف، فأسواق المال تكافئ الصبار وتعاقب المتهورين.