دفعت المخاوف المتزايدة حول تأثير لعبة "روبلوكس" على سلامة الأطفال خمس دول للإعلان عن حظرها رسمياً، في خطوة تعكس جدية التهديدات التي تواجه الأجيال الناشئة في البيئة الرقمية. وتشمل قائمة الدول التي اتخذت هذا القرار: تركيا وعُمان وقطر والصين والكويت، حيث أشارت السلطات المختصة إلى وجود محتوى ضار يهدد سلامة المستخدمين الصغار.
أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الكويت عن قرار الحظر المؤقت للمنصة، مؤكدة أن هذا الإجراء جاء استجابة لشكاوى الجمهور والسلطات المعنية.
تتنوع التهديدات التي تواجه الأطفال على منصة روبلوكس بين مخاطر نفسية واجتماعية ومالية، مما يتطلب وعياً شاملاً من الآباء والأمهات. ويُعد التواصل مع الغرباء أحد أبرز هذه المخاطر، حيث تتيح ميزات الدردشة في روبلوكس للأطفال إمكانية التفاعل مع أشخاص مجهولين قد يستغلون براءة الصغار. وتشير التقارير إلى حدوث حالات تحرش وعمليات "اصطياد" للأطفال بدأت عبر اللعبة وانتقلت لمنصات أخرى.
يمثل المحتوى غير اللائق خطراً آخر يثير قلق الخبراء، إذ يمكن للأطفال الوصول إلى بيئات تتضمن مشاهد ذات إيحاءات جنسية صريحة، بما في ذلك غرف فندقية ومشاهد حمام وشخصيات بملابس وإكسسوارات غير مناسبة. كما تواجه لعبة روبلوكس انتقادات بسبب ضعف أدوات الأمان والرقابة، حيث تمكن الأطفال من التحايل على الفلاتر الموضوعة وتبادل معلومات شخصية مع البالغين.
تحذر د. إيناس علي، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، من خطورة اللعبة على الأطفال والمراهقين في حالة عدم وجود رقابة مناسبة، مشيرة إلى أن السماح باستخدامها لفترات طويلة دون ضوابط يؤدي إلى الإدمان ومشاكل سلوكية. ويُعد التنمر الإلكتروني مشكلة إضافية تنتشر في بيئة اللعب عبر الإنترنت، مما يسبب ضغوطاً نفسية وقلقاً لدى الأطفال المستهدفين.
تشجع المنصة المستخدمين على الإنفاق داخل اللعبة لشراء عملة "روبوكس" وعناصر افتراضية أخرى، مما يخلق مخاطر مالية حقيقية. وتتضمن هذه المخاطر الإنفاق المفرط وتشجيع سلوكيات تشبه المقامرة من خلال "صناديق الغنائم" التي تقدم مكافآت عشوائية.
رغم اعتراف شركة منصة "روبلوكس" بوجود "جهات سيئة على الإنترنت"، إلا أنها تؤكد أن هذه مشكلة تتجاوز نطاق منصتها وتتطلب تعاوناً مع الحكومات والتزاماً على مستوى الصناعة بإجراءات السلامة القوية.
يمكن للآباء اتخاذ عدة إجراءات وقائية لحماية أطفالهم، منها تفعيل أدوات الرقابة الأبوية المتاحة في إعدادات الحساب، والتأكد من إدخال العمر الصحيح للطفل عند التسجيل لتفعيل إعدادات الأمان التلقائية. كما يُنصح بالحد من قدرة الطفل على التواصل مع الغرباء عبر تعطيل الدردشة أو قصرها على الأصدقاء المعروفين فقط.
تتطلب حماية الأطفال أيضاً التحدث معهم بانتظام حول تجاربهم الرقمية وتشجيعهم على الإفصاح عن أي محتوى أو سلوك مثير للقلق. ومن المهم تعليم الأطفال كيفية الإبلاغ عن المحتوى أو المستخدمين غير اللائقين وحظرهم، بالإضافة إلى تحديد سقف للإنفاق داخل اللعبة أو تعطيل عمليات الشراء تماماً لتجنب المخاطر المالية.