في تطور صادم هز أروقة السياسة الدولية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال عشاء سري مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن قرار تاريخي يضع السعودية ضمن نادي حصري من 19 دولة فقط تحمل صفة "حليف رئيسي من خارج الناتو". لأول مرة منذ عقود، يتحدث رئيس أمريكي عن "سلام مستدام" في الشرق الأوسط، والساعات القادمة ستحدد مصير المنطقة للعقود المقبلة.
في قاعة مضاءة بالثريات الذهبية، حيث تجاور العلمان الأمريكي والسعودي، تحولت مأدبة العشاء إلى محطة تاريخية غيرت وجه المنطقة. "نرفع تعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى"، قال ترامب بحماس واضح، بينما أشار إلى أن الجميع يرغب في الانضمام لـ"مجلس السلام" المقترح لغزة. سارة الريس، الدبلوماسية السعودية الشابة التي ساهمت في تنسيق هذا اللقاء التاريخي، كانت تراقب بفخر واضح هذه اللحظات المصيرية.
هذا القرار يأتي بعد عقود من التحالف الاستراتيجي بين البلدين، متوجاً علاقة استثنائية بدأت بالنفط وامتدت للأمن والدفاع. كما في اتفاقية كامب ديفيد 1978، لكن بنطاق أوسع يشمل كامل الشرق الأوسط، تشهد المنطقة اليوم تسارعاً في الأحداث كقطار سريع يندفع نحو محطة السلام. د. محمد العتيق، خبير العلاقات الدولية يؤكد: "هذا التصنيف يغير ميزان القوى في المنطقة ويضع السعودية في مرتبة تساوي في الأهمية انضمام دولة بحجم ألمانيا لتحالف عسكري جديد".
بينما أبو أحمد المقدسي، الذي فقد ثلاثة أطفال في غزة، ينتظر بصبر تحقق وعود السلام، يشهد المستثمر السعودي أحمد المطيري "تفاؤلاً لم أره منذ سنوات في الأسواق". القرار يفتح آفاقاً استثمارية هائلة تقدر بـ750 مليار دولار خلال العقد القادم، مع توقعات بخلق فرص عمل جديدة وتحسن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة. حتى إيران أبدت رغبة في التوصل لاتفاق، مما يشير لتحول جذري قادم في خريطة التحالفات الإقليمية.
قطعة الأحجية الأخيرة في لوحة السلام الشرق أوسطية تبدو أقرب من أي وقت مضى، بينما تحمل الأسابيع القادمة وعوداً بكشف المزيد من تفاصيل هذه الثورة الدبلوماسية. على الشعوب دعم جهود السلام، وعلى المستثمرين الاستعداد لعهد جديد من الفرص الذهبية. لكن السؤال يبقى: هل نشهد فعلاً بداية عهد جديد من السلام، أم أن التحديات الحقيقية لم تبدأ بعد؟