الرئيسية / شؤون محلية / صادم: الفيديو المنتشر عن حريق حافلة المعتمرين الهنود مزيف من 2017!
صادم: الفيديو المنتشر عن حريق حافلة المعتمرين الهنود مزيف من 2017!

صادم: الفيديو المنتشر عن حريق حافلة المعتمرين الهنود مزيف من 2017!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 19 نوفمبر 2025 الساعة 11:05 مساءاً

في تطور صادم هز المشهد الإعلامي العربي، كشفت تحقيقات صحفية متخصصة أن الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم وحصد ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة، والذي زُعم أنه يوثق حادث حافلة المعتمرين الهنود قرب المدينة المنورة، هو في الواقع مقطع مزيف يعود إلى عام 2017 لحادث مختلف تماماً في منطقة عسير. هذا الاكتشاف المذهل يفضح كيف خدعت كذبة واحدة نصف العالم العربي في أقل من 8 ساعات.

المشهد الذي أثار موجة عارمة من الذعر والحزن، يظهر ألسنة لهب تتصاعد بكثافة ودخاناً أسود يغطي السماء، مع أصوات انفجارات مرعبة في الخلفية. سارة المحققة الصحفية من فريق "الجزيرة تحقق" تروي لحظة الكشف: "عندما طبقنا تقنية البحث العكسي، صُدمنا بالنتيجة. الفيديو ليس من 2025 بل من حادث انقلاب ناقلة وقود سعتها 32 طناً في عقبة شعار عام 2017." هذا الاكتشاف المفاجئ كشف حجم الكارثة الإعلامية التي وقع فيها عشرات الصحفيين ووسائل الإعلام المعروفة.

الحادث الحقيقي وقع بالفعل يوم 17 نوفمبر، وأسفر عن وفاة 45 معتمراً هندياً في طريقهم لأداء مناسكهم المقدسة. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نعى الضحايا بكلمات مؤثرة، بينما أوضح المرور السعودي أن الحادث نتج عن اصطدام شاحنة وقود بحافلة. لكن ما حدث بعد ذلك كان أشبه بلعبة "الهاتف المكسور" الرقمية، حيث تحولت مأساة حقيقية إلى مادة خام لنشر محتوى مزيف. د. محمد الإعلامي، المتخصص في محاربة الأخبار الكاذبة، يحذر قائلاً: "هذا مثال صارخ على كيف تستطيع كذبة واحدة أن تسافر أسرع من الحقيقة وتصل إلى ملايين الأشخاص قبل أن تُكتشف."

التأثير كان مدمراً على الحياة اليومية للملايين. أحمد العتيبي، والد معتمر سافر إلى مكة الأسبوع الماضي، يصف حالة الذعر التي أصابته: "شاهدت الفيديو واعتقدت أن ابني قد يكون من الضحايا. اتصلت به 20 مرة حتى رد علي." هذه القصص تتكرر بالآلاف، حيث عاش أقارب المعتمرين لحظات رعب حقيقية بسبب معلومة كاذبة. الأمر لم يقتصر على الأفراد، بل امتد ليشمل وسائل إعلام كبرى نشرت الخبر دون التحقق من مصداقية المصادر، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل المهنة الصحفية في العصر الرقمي.

هذه الفضيحة الإعلامية تكشف حقيقة صادمة: في عالم تنتشر فيه المعلومات بسرعة الضوء، تصبح الحقيقة سلعة نادرة والكذبة بضاعة رائجة. المطلوب الآن ليس فقط اعتذارات من وسائل الإعلام التي روجت للفيديو المزيف، بل ثورة حقيقية في أساليب التحقق والتدقيق. في عصر السرعة الرقمية، هل سنختار الحقيقة أم السبق الزائف؟

شارك الخبر