حقق المتسابق المصري نصر عبد المجيد عبد الحميد عامر إنجازاً مميزاً بفوزه بالمركز الأول في الفرع الرابع من مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، في دورتها الخامسة والأربعين التي استضافها المسجد الحرام بمكة المكرمة. جاء هذا الفوز وسط منافسة شديدة ضمت 179 متسابقاً من 128 دولة حول العالم، تنافسوا على جوائز إجمالية بلغت 4 ملايين ريال سعودي.
تميز أداء المتسابق المصري في فرع حفظ خمسة عشر جزءاً متتالية مع حسن الأداء والتجويد، حيث أظهر مستوى متقدماً في الحفظ والتلاوة أهله للحصول على المركز الأول وجائزة مالية قدرها 150 ألف ريال. هذا الإنجاز يأتي استكمالاً لمسيرة نجاحات سابقة حققها عامر، حيث سبق له الفوز بالمركز الثاني في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم بالقاهرة عام 2024، ونال حينها جائزة مالية قدرها 400 ألف جنيه مصري.
تمثل هذه المسابقة، التي انطلقت عام 1399هـ، واحدة من أبرز الفعاليات القرآنية على مستوى العالم، وتشرف على تنظيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية. شهدت الدورة الحالية مشاركة استثنائية تعد الأكبر في تاريخ المسابقة، مما يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها هذه المسابقة بين المتسابقين من مختلف القارات.
أقيمت فعاليات المسابقة خلال الفترة من 15 إلى 26 صفر 1447هـ في رحاب المسجد الحرام، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وقد اعتمد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ نتائج المسابقة وأسماء الفائزين في فروعها الخمسة، مشيداً بمستوى المشاركين المتميز وبالجهود المبذولة في تنظيم هذا الحدث القرآني العالمي.
شهدت المسابقة في دورتها الحالية تطبيق نظام التحكيم الإلكتروني، مما عزز من مستوى العدالة والشفافية في عملية التقييم وحقق دقة أكبر في النتائج. هذا التطوير يعكس حرص المملكة على مواكبة أحدث التقنيات في تنظيم الفعاليات القرآنية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمتسابقين من مختلف دول العالم.
يمثل نجاح المتسابق المصري نصر عبد المجيد في هذه المسابقة المرموقة قصة إلهام للشباب العربي والإسلامي، حيث يؤكد أن التفاني في حفظ كتاب الله وإتقان تلاوته يمكن أن يحقق النجاح والتميز على أعلى المستويات العالمية. كما يبرز هذا الإنجاز الدور المهم الذي تلعبه وزارة الأوقاف المصرية في رعاية المواهب القرآنية وإعداد جيل من الحفاظ المتقنين لكتاب الله الكريم.
تواصل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم مسيرتها كونها منارة عالمية تجمع حفظة القرآن من مختلف الثقافات والجنسيات، وتعكس عناية المملكة العربية السعودية الدائمة بخدمة كتاب الله وتكريم أهله. منذ تأسيسها قبل ثمانية وأربعين عاماً، نجحت المسابقة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم الأحداث القرآنية العالمية التي تسهم في نشر ثقافة حفظ القرآن وتعزيز الروابط الروحية بين المسلمين في العالم.
