في تطور مناخي خطير اجتاح منطقة الباحة، تواجه 6 مدن ومحافظات عاصفة مدمرة تسببت في انعدام شبه كامل للرؤية عبر مساحة تقدر بـ 12 ألف كيلومتر مربع. الساعات القليلة المقبلة حاسمة، حيث يستمر التحذير الأحمر حتى الثامنة مساءً، والوقت ينفد أمام السكان للوصول إلى بر الأمان.
المشهد في الباحة يحبس الأنفاس: رياح شديدة السرعة تعصف كقطار سريع، وحبات برد بحجم العنب تنهال كالرصاص على الأسطح، بينما تتحول الشوارع إلى أنهار جارفة. أبو سعد المزارع، الذي فقد محصول الطماطم بالكامل في دقائق معدودة، يصرخ بمرارة: "عشرون عاماً من الكدّ تبخرت في لحظات!" وسط هدير الرعد المتواصل الذي يهز النوافذ، تمكن المهندس فيصال التقني من إنقاذ أسرة عالقة في السيل باستخدام حبال التسلق.
هذه ليست مجرد عاصفة عادية - إنها أقوى حالة جوية تشهدها الباحة منذ عاصفة 2018 المدمرة التي استمرت ثلاثة أيام كاملة. د. عبدالله الحربي، خبير الأرصاد، يؤكد: "هذا النمط الجوي نادر الحدوث بهذه القوة، فموقع الباحة المرتفع على أكثر من 2000 متر يخلق تيارات هوائية متضاربة تزيد من حدة الظواهر الجوية." التضاريس الجبلية تحولت إلى فخ طبيعي يحتجز العاصفة ويضاعف من شراستها.
الحياة اليومية توقفت تماماً: المدارس أغلقت أبوابها، المكاتب الحكومية عطلت أعمالها، والطرق الرئيسية شُلت بالكامل. أم خالد، التي اضطرت للتوقف وسط الطريق، تحكي بصوت مرتجف: "لم أرَ شيئاً أمامي لمدة 20 دقيقة كاملة، كان الأمر مرعباً!" لكن وسط هذا الدمار، يبتسم المزارعون بحذر - فهذه المياه ستملأ الآبار وتحيي الأرض الظمآ لشهور. السيناريو الأمثل يتطلب انحسار العاصفة في موعدها المحدد دون خسائر بشرية، بينما السيناريو الأسوأ يتضمن امتداداً لساعات إضافية قد يؤدي لانهيارات صخرية.
الساعات القادمة ستحدد مصير المنطقة. المركز الوطني للأرصاد يدعو الجميع للبقاء في الأماكن الآمنة وتجنب المغامرات غير الضرورية، بينما تشهد خزانات المياه الجوفية تحسناً مؤقتاً مرحباً به. هل أنت مستعد لمواجهة قوة الطبيعة الغاضبة في ساعاتها الأخيرة؟