نجحت الجهات الأمنية بمنطقة الرياض في القبض على عصابة من الوافدين متورطة في سرقة الكيابل الكهربائية من 51 مدرسة، مما أدى إلى اضطرار وزارة التعليم لتحويل الدراسة في هذه المدارس إلى نظام التعليم عن بُعد لمدة خمسة أيام كإجراء احترازي لضمان سلامة الطلاب.
وأوضح الأمن العام عبر حسابه على منصة إكس أنه تم إيقاف المتهمين واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة، بعد ثبوت تورطهم في سرقة كيابل كهربائية من مدارس ومرافق عامة وخاصة وتخزينها في مستودعات وأحواش مخالفة للاتجار بها عبر منافذ البيع.
شكلت حوادث سرقة كيابل كهربائية في المباني المدرسية تهديداً مباشراً لسلامة العملية التعليمية، حيث تعرضت البنية التحتية للمدارس لأضرار جسيمة أثرت على جاهزيتها لاستقبال الطلاب. استدعت هذه الحوادث تدخلاً عاجلاً من إدارة تعليم الرياض التي أبلغت المدارس المتضررة بالتحول الفوري للتعليم الرقمي ابتداءً من يوم الأحد 23 صفر 1447هـ وحتى الخميس 27 صفر 1447هـ.
قرر المدير العام للتعليم تشكيل لجنة متخصصة للإشراف على التعليم عن بُعد، بالتعاون مع مساعد المدير العام للخدمات ومدير إدارة التطوير والتحول. تعمل اللجنة بناءً على توصيات رئيس قسم الأمن والسلامة والمرافق لضمان تطبيق خطة التعليم البديل بشكل متكامل ودقيق خلال فترة الصيانة.
تضمنت الخطة المعتمدة توفير المواد الدراسية عبر المنصات الإلكترونية، مع متابعة حضور الطلاب بشكل مستمر وتقديم الدعم الفني للمعلمين والطلاب. هدفت هذه الإجراءات إلى ضمان انتقال سلس من التعليم التقليدي إلى الرقمي مع الحرص على عدم تعطيل المسار التعليمي أو التأثير على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.
لعب المعلمون دوراً محورياً في إنجاح عملية تحويل المدارس للتعليم عن بعد، حيث تكاتفوا لتقديم الشروحات للطلاب عبر المنصات الرقمية ومتابعة استفساراتهم اليومية. ركز المعلمون على تقديم الدعم النفسي للطلاب لضمان شعورهم بالاستقرار وعدم تأثرهم بالتحول المفاجئ من النظام التعليمي الحضوري، مما ساهم في الحفاظ على جودة العملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية.
أعرب أولياء الأمور عن تقديرهم للإجراءات السريعة التي اتخذتها الإدارة التعليمية، رغم التحديات الأولية التي واجهها بعض الطلاب الصغار في التأقلم مع النظام الجديد. أشار أولياء الأمور إلى أهمية دعم الطلاب بالأدوات الرقمية والحفاظ على التواصل المستمر مع المعلمين لتجاوز أي عقبات محتملة قد تعترض المسيرة التعليمية خلال هذه الفترة المؤقتة.
كثفت إدارة المدارس إجراءاتها الأمنية لضمان حماية المباني والمرافق التعليمية من أي عمليات سرقة مستقبلية، شملت تركيب كاميرات مراقبة إضافية وتحديث نظم الإنذار المبكر. تعكس هذه الخطوات حرص الجهات التعليمية على توفير بيئة آمنة لجميع الطلاب والمعلمين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد استقرار النظام التعليمي.
تخطط وزارة التعليم لإجراء تقييم شامل لتجربة التعليم عن بُعد المؤقتة، بما يشمل دراسة مستوى تحصيل الطلاب وكفاءة العملية التعليمية. تهدف الوزارة للاستفادة من الدروس المستخلصة لتطوير خطط مستقبلية أكثر فعالية، وضمان استمرارية التعليم في حال وقوع أي طوارئ مشابهة قد تؤثر على سير العملية التعليمية في المستقبل.