في مشهد لم يشهده برنابيو منذ 3 سنوات كاملة، ظهر زين الدين زيدان مجدداً في مدرجات المعبد المقدس إلى جانب فلورنتينو بيريز، ليشعل بهذا الظهور المفاجئ أحلام ملايين المشجعين حول العالم. الرجل الذي حقق 11 لقباً في 29 شهراً فقط، والذي تركت استقالته جرحاً غائراً في قلوب المادريديين، عاد ليجلس في المكان ذاته الذي صنع فيه التاريخ.
خلال حضورهما مباراة دوري كرة القدم الأمريكية التي احتضنها الملعب المطور حديثاً، تبادل زيدان وبيريز حديثاً حميماً أشعل مواقع التواصل الاجتماعي. "ماريا برنابيو، 42 عاماً، التي كانت في المدرجات، تروي: 'رأيت الكيمياء تتفجر بينهما مجدداً، عيناهما كانتا تتحدثان بلغة لا يفهمها إلا من عاش مجد الثلاثية الذهبية'". الأسطورة الفرنسية أشاد بالملعب الجديد قائلاً لبيريز إن ما يراه يعكس نقلة ستخدم النادي في استضافة أحداث جماهيرية ضخمة.
وراء هذا اللقاء العابر تكمن قصة حب عميقة بين رجل حقق المستحيل ونادٍ منحه كل شيء. زيدان، الذي سجل أعلى نسبة انتصارات في تاريخ مدربي ريال مدريد بـ 89%، ترك برنابيو في ذروة مجده عام 2021، تاركاً وراءه إرثاً من 3 دوريات أبطال أوروبا متتالية - إنجاز لم يتكرر منذ عقود. مثل عاشقين التقيا بعد فراق طويل، بدا زيدان وبيريز وكأنهما يسترجعان ذكريات ليالٍ أوروبية لا تُنسى، بينما يحلق شبح العودة المحتملة فوق رؤوس الجماهير المتعطشة للمجد.
بينما ينتظر ملايين المشجعين إشارة واحدة تؤكد عودة الساحر، تشير المؤشرات إلى أن زيدان يضع عينيه على منصب أكبر - قيادة منتخب فرنسا بعد رحيل ديديه ديشامب عقب كأس العالم المقبل. "أحمد الكروي، 28 عاماً، مشجع من القاهرة يعترف: 'أعيش في عذاب يومي منذ رحيل زيدان، كل مباراة نخسرها أشعر أننا نحتاج إلى سحره'". من جهة أخرى، يثق النادي في مشروع تشابي ألونسو طويل المدى، لكن ضغط الجماهير المتزايد وإغراء استعادة الأمجاد قد يغير المعادلة في أي لحظة.
في عالم كرة القدم، حيث اللحظة الواحدة تصنع التاريخ والقرار الواحد يغير المصائر، يبقى السؤال الملحّ يتردد في أنحاء العاصمة الإسبانية وقلوب المشجعين: هل كان هذا اللقاء مجرد مصادفة عابرة، أم أنه البداية الحقيقية لفصل جديد من ملحمة زيدان مع ريال مدريد؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه، أم أن أحلام الملايين ستبقى معلقة في سماء برنابيو إلى ما لا نهاية.