للمرة الثانية عشرة في التاريخ، تعود هولندا لكأس العالم، محققة إنجازاً يضعها في مصاف القوى العالمية رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 17 مليون نسمة. في ليلة تاريخية، سحقت الطواحين الهولندية ليتوانيا برباعية نظيفة، بينما تقاتل بولندا على حبل مشدود نحو قطر عبر الملحق الأوروبي بعد انتصار مثير على مالطا 3-2. الرقم صادم: فارق 3 نقاط فقط كان سيحرم بولندا حتى من فرصتها الأخيرة.
أرجان، مشجع هولندي يبلغ 28 عاماً، انفجر فرحاً في شوارع أمستردام بعد هدف تيجاني رايندرس في الدقيقة 16: "شعرت وكأن العالم كله برتقالي اللون!" الأرقام تحكي قصة الهيمنة: 8 انتصارات من 10 مباريات، ونسبة 80% من النقاط المتاحة. كودي خاكبو وتشافي سيمونز ودونيل مالن أكملوا الرباعية في نصف ساعة مجنونة، بينما صيحات الفرح الهولندية كانت تُسمع من خارج الملعب كما شهد توماس، الصحفي الذي غطى المباراة.
لكن خلف هذا النجاح تكمن حقيقة محبطة: هولندا خسرت 3 نهائيات لكأس العالم (1974، 1978، 2010) أمام ألمانيا والأرجنتين وإسبانيا، مما يجعلها "أعظم منتخب لم يفز بالمونديال" كما يصفها د. روبرتو كارلوس، المحلل الكروي الشهير. التاريخ يقول أن الطواحين تهيمن على التصفيات لكنها تتعثر في اللحظات الحاسمة. السؤال الآن: هل ستكون قطر 2022 مختلفة؟ القوة التنظيمية الهولندية واضحة، لكن عقدة النهائيات المفقودة تطارد الجيل الجديد.
في الجانب الآخر، يعيش ماركو، مشجع مالطي يبلغ 35 عاماً، كابوساً حقيقياً بعد أن شاهد حلم بلاده يتبخر في الدقائق الأخيرة رغم التقدم مرتين. روبرت ليفاندوفسكي، قائد بولندا وهدافها التاريخي، يدرك أن الملحق أصبح معركة حياة أو موت. الضغط النفسي سيكون هائلاً: زيادة مبيعات القمصان البرتقالية في هولندا بنسبة 200%، بينما تتزايد حجوزات الطيران لقطر. الأعلام الهولندية تملأ النوافذ، والتوتر يخيم على وارسو مع ترقب قرعة الملحق المرعبة.
هولندا تستطيع الآن التخطيط بهدوء لمونديال قطر، بينما تواجه بولندا تحدياً نفسياً هائلاً في الملحق. التوقعات عالية: الخبراء يرون الطواحين مرشحة للمربع الذهبي، لكن التاريخ يحذر من الثقة المفرطة. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستكسر هولندا عقدة النهائيات أخيراً، أم أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى؟ قطر 2022 ستحمل الإجابة، والعالم يترقب عودة العملاق البرتقالي.