في تطور مثير يعكس طموحات رؤية المملكة 2030، دشن أمير منطقة جازان مشاريع طرق بقيمة 109 ملايين ريال في جلسة واحدة، لتبدأ المنطقة رحلة تحول جذرية ستغير وجه التنقل والتجارة خلال العامين القادمين. هذا الاستثمار الضخم، الذي يمتد عبر 14 كيلومتراً من الطرق الحديثة، يمثل نقطة تحول تاريخية لن تشهد المنطقة مثيلاً لها.
في أجواء مفعمة بالحماس والتفاؤل، ترأس الأمير محمد بن عبدالعزيز اجتماعاً استراتيجياً بحضور وزير النقل المهندس صالح الجاسر لتدشين ثلاثة مشاريع حيوية: طريق هروب-العيدابي بتكلفة 57 مليون ريال لثلاثة كيلومترات فقط، وربط مطار الملك عبدالله بالطريق الدولي بـ35 مليون ريال، إضافة لاستكمال تقاطع منشبة بـ17 مليون ريال. أحمد العيدابي، المزارع الذي عانى سنوات من صعوبة الوصول للمدينة، يقول بفرحة غامرة: "أخيراً سأتمكن من نقل محاصيلي دون معاناة الطرق الوعرة."
هذه المشاريع تأتي كاستجابة مدروسة للنمو المتسارع الذي تشهده جازان كمنطقة حدودية استراتيجية وبوابة اقتصادية وسياحية. كما غيّرت الطرق السريعة وجه أوروبا في القرن الماضي، تعد هذه المشاريع بتحويل جازان إلى مركز حيوي يربط بين اليمن والمملكة. الخبراء يتوقعون نمواً اقتصادياً بنسبة 15% خلال العامين القادمين، مدفوعاً بتحسن البنية التحتية وزيادة الاستثمارات السياحية والتجارية.
بالنسبة للمواطنين، تعني هذه المشاريع توفير 30-40% من وقت التنقل اليومي وتحسيناً جذرياً في تجربة السفر. سارة الجازاني، رائدة الأعمال الشابة، تستعد بحماس لتوسيع مشاريعها السياحية: "هذه الطرق ستفتح آفاقاً جديدة للسياحة البيئية في جازان." المستثمرون يترقبون ارتفاع قيم العقارات القريبة من المشاريع، بينما يحذر محمد الحازمي، سائق التاكسي المخضرم: "من لا يستثمر الآن سيندم لاحقاً، هذه فرصة العمر."
مع بداية تنفيذ هذه المشاريع التاريخية، تقف جازان على أعتاب تحول حضاري شامل. الاستثمار البالغ 109 ملايين ريال ليس مجرد أرقام، بل خارطة طريق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً. على المستثمرين والمواطنين اغتنام هذه اللحظة التاريخية والمشاركة الفعلية في بناء مستقبل المنطقة. السؤال الآن: هل ستكون مجرد شاهد على هذا التحول العملاق، أم ستكون شريكاً فاعلاً في صنع تاريخ جازان الجديد؟