في صدمة قوية لهزت أسواق العالم، انخفضت أسعار الذهب الفوري إلى 3,968.09 دولار للأونصة، مسجلة بذلك خسارة فادحة بقيمة 300 دولار خلال شهر واحد. هذا الذهب الذي ارتفع بنسبة 53% منذ بداية العام، بدأ يتراجع بشكل درامي في ظل قوة الدولار الساحقة. مع تصاعد الأسعار، تبدو البيانات الاقتصادية يوم الأربعاء حاسمة في تقرير مصير الاستثمارات الذهبية للمستقبل القريب.

في الأسواق العالمية، تهاوت أسعار الذهب بنسبة 0.8% في يوم واحد وسط حالة من الذعر بين المستثمرين، حيث انخفضت إلى 3,968 دولار للأونصة. وكما قال ديفيد ميغر، مدير تداول المعادن في هاي ريدج فيوتشرز: "قوة الدولار تسحق الذهب كالمطرقة" ، موضحًا تأثير الدولار الذي وصل لأعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، الأمر الذي دفع بالمتعاملين إلى تأجيل قرارات الشراء الحاسمة وسط حالة من الذعر.

الخلفية التاريخية للوضع الحالي، يأتي هذا التراجع مدفوعًا بتقليص توقعات خفض الفائدة بعد الانقسامات داخل الفدرالي الأمريكي. وقد شهد الأسبوع الماضي خفضًا للأسعار للمرة الثانية في العام، لكن تصريحات جيروم باول، رئيس الفدرالي، حول شكوكه حول خفض آخر في ديسمبر كانت بمثابة القشة التي أوقعت ثقلها على الذهب، كما يذكرنا بانهيار مماثل في السبعينيات.

تأثيرات التراجع لم تقتصر على السوق فقط، بل ألقت بظلالها على المدخرات في المنطقة العربية. الآباء الذين كانوا يأملون في شراء الذهب لأعراس أبنائهم يجرون حساباتهم من جديد ويؤجلون اتخاذ القرارات. السوق يعيش حالة من التشاؤم والتفاؤل المختلط، حيث يرى البعض فرصة لشراء الذهب بأسعار مخفضة، بينما يتخوف آخرون من المزيد من الانهيار.

تلخص الأوضاع الحالية بجمل قصيرة، لعلى الذهب أمام قوة الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة يتعرض لوعكة قوية، لكن الأمل يعود مع بيانات الأربعاء التي قد تعيد للحياة بريق المعدن الأصفر أو تسدل الستار على عصره الذهبي. وفي غمار هذا المشهد الصاخب، يُنصح المستثمرون بعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات. هل هذا الانهيار بداية لنهاية عصر الذهب، أم مجرد اختبار لصبر حامليّه؟