أعلنت الإدارة الأمريكية اليوم عن مبادرة جديدة ومفاجئة تهدف إلى حل أزمة رواتب الموظفين الحكوميين ومعاشات المتقاعدين في اليمن، والتي تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الماضية من الصراع الدائر في البلاد. هذا الإعلان الذي جاء على لسان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خلال زيارته للمنطقة، يمثل تطوراً هاماً في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة اليمنية.
وقال فانس في تصريحات صحفية من إسرائيل إن الولايات المتحدة تدرس آلية جديدة لضمان وصول الرواتب والمعاشات للموظفين والمتقاعدين اليمنيين بعد سنوات من المعاناة. وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في إطار الجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في المنطقة ودعم الشعب اليمني.
تأتي هذه المبادرة الأمريكية في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية مهمة، حيث أكد فانس أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "يسير على نحو أفضل من المتوقع"، مما يفتح المجال أمام إدارة ترامب للتركيز على ملفات أخرى في المنطقة بما في ذلك الوضع في اليمن. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن نجاح الهدنة في غزة يعطي دفعة إيجابية للجهود الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الآلية الأمريكية المقترحة تتضمن إنشاء صندوق دولي لدعم رواتب الموظفين الحكوميين ومعاشات المتقاعدين في اليمن، بمشاركة دول الخليج والمجتمع الدولي. هذا الصندوق سيعمل بآلية مستقلة عن الأطراف المتصارعة في اليمن لضمان وصول الأموال لمستحقيها دون تدخل سياسي.
يأتي الإعلان الأمريكي بينما تواجه إيران ضغوطاً دولية متزايدة بشأن برنامجها النووي، حيث حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقچی من عواقب أي هجوم جديد على بلاده، معتبراً أن تكرار مثل هذه الهجمات سيؤدي إلى "شكست دوباره" أو فشل مضاعف. هذا التوتر الإقليمي يجعل من المبادرة الأمريكية في اليمن خطوة استراتيجية لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وفي سياق متصل، شهدت المنطقة تطوراً قضائياً مهماً بإخلاء سبيل هنيبعل القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد عشر سنوات من التوقيف في لبنان. قرر المحقق العدلي زاهر حمادة إخلاء سبيل القذافي مقابل كفالة مالية قدرها 11 مليون دولار، مع منعه من السفر. هذا القرار يأتي في إطار قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا عام 1978.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، حيث أعرب فانس عن تفاؤله بشأن مستقبل اتفاق غزة، محذراً في الوقت نفسه حماس من عواقب عدم الالتزام بتسليم سلاحها. وقال: "إن لم تتخل حماس عن السلاح فستحدث أمور سيئة للغاية"، مؤكداً أن واشنطن لم تحدد مهلة زمنية محددة لحماس بعد.
المبادرة الأمريكية الجديدة بشأن رواتب الموظفين اليمنيين تهدف إلى معالجة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في اليمن، حيث لم يتلق مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين والمتقاعدين رواتبهم بانتظام منذ سنوات بسبب الصراع الدائر. هذه الأزمة أدت إلى تدهور الخدمات العامة وزيادة المعاناة الإنسانية في البلاد.
وبحسب التقديرات الأولية، فإن عدد الموظفين والمتقاعدين المتضررين من أزمة الرواتب في اليمن يتجاوز المليون شخص، مما يعني أن المبادرة الأمريكية ستؤثر على حياة ملايين اليمنيين إذا تم تنفيذها بنجاح. الخطة تتضمن أيضاً آلية لمراقبة توزيع الرواتب وضمان الشفافية في العملية.
من جانبها، رحبت مصادر يمنية بالمبادرة الأمريكية، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو تخفيف معاناة الشعب اليمني. هذه المبادرة تأتي في إطار جهود إدارة ترامب الجديدة لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تركز على تحقيق انتصارات دبلوماسية سريعة وملموسة للشعوب المتضررة من الصراعات في المنطقة.
