في خطوة تعكس تطورًا ملحوظًا في قطاع الصناعة اليمنية، أعلنت المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت في صنعاء عن إنتاج ثلاثة أنواع جديدة من الإسمنت المحلي بخامات يمنية خالصة.

ويأتي هذا الإعلان كجزء من الجهود الحكومية لتوطين الصناعة وتعزيز الاعتماد على الموارد المحلية، مما يفتح آفاقًا جديدة لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات السوق المحلية.

تفاصيل المنتجات الجديدة من الإسمنت

أوضحت المؤسسة أن الأنواع الجديدة تشمل "الإسمنت البورتلاندي البوزلاني"، الذي يتميز بمواصفات فريدة تجعله مقاومًا للأملاح وصديقًا للبيئة. يساهم هذا النوع في تقليل التشققات الحرارية في المشاريع الكبيرة مثل السدود، بفضل انخفاض حرارة التفاعل مع الماء، مما يعزز من متانة الهياكل الخرسانية.

أما النوع الثاني، "الإسمنت المقاوم للكبريتات"، فقد تم تصميمه ليكون الخيار الأمثل للمناطق التي تتعرض لتأثيرات الكبريتات، إذ يتميز بمقاومته العالية للتآكل الكيميائي، مما يمنحه عمرًا افتراضيًا أطول وقدرة على تقليل التشققات الناتجة عن العوامل البيئية.

وبالنسبة للنوع الثالث، "الإسمنت البورتلاندي المركب"، فإنه يجمع بين تحسين قابلية التشغيل وتوفير قوة جيدة للخرسانة العادية. يتميز هذا النوع بتكلفته المنخفضة مقارنة بالإسمنت العادي، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا وفعّالًا للعديد من المشاريع.

دور الحكومة في دعم الصناعة المحلية

خلال حفل الإعلان، أكد رئيس مجلس الوزراء في حكومة الحوثيين، أحمد غالب الرهوي، أهمية هذا الإنجاز الذي يعكس التزام الحكومة بدعم الصناعة المحلية. وأشار إلى الجهود المبذولة لإعادة تشغيل المصانع المتوقفة منذ سنوات، مثل مصنع باجل الذي تم إصلاحه وإعادة تشغيل خطوط إنتاجه، مما ساهم في تحقيق هذا التطور في قطاع الإسمنت.

كما شدد الرهوي على أن الاعتماد الكامل على المواد الخام المحلية في إنتاج هذه الأنواع الجديدة يعزز من استقلالية الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الاستيراد، مما يفتح المجال أمام المزيد من التطوير في القطاع الصناعي.

تكريم الكوادر المساهمة في تطوير المنتجات

في ختام الحفل، تم تكريم 60 من الكوادر العاملة في مصنعي عمران وباجل، الذين كان لهم دور بارز في تطوير المنتجات الجديدة. هذا التكريم يعكس تقدير الجهود المبذولة ويشجع على المزيد من الابتكار في الصناعات المحلية.

مع الإعلان عن هذه المنتجات الجديدة، تفتح اليمن فصلًا جديدًا في مجال الصناعة المحلية، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويعطي دفعة قوية لتطوير قطاعات أخرى. إن استمرار هذه الجهود من شأنه أن يساهم في تحقيق رؤية وطنية طموحة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد المحلي.