آلاف الأسر اليمنية تعيش لحظة واحدة كل شهر - اليوم الذي يحدد مصيرها لثلاثين يوماً قادمة. بنك القطيبي يفتح أبوابه غداً لصرف مرتبات قوات العمالقة الجنوبية لشهر سبتمبر، في مشهد يتكرر شهرياً ويحمل معه قصصاً إنسانية مؤثرة.
الحقيقة المذهلة التي كشفتها الوقائع الميدانية أن راتباً واحداً من هذه المرتبات يكفي فعلاً لإطعام عائلة كاملة طوال الشهر في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها اليمن منذ 2015.
المشهد اليومي في فروع البنك يحكي قصة أخرى. طوابير طويلة من النساء والرجال تصطف منذ ساعات الفجر، كل منهم يحمل هوية تثبت أحقيته في راتب فقيد سقط دفاعاً عن الوطن.
لكن التطورات الجديدة تحمل تحدياً إضافياً. إدارة البنك أعلنت بوضوح: "الراتب القادم مشروط بتحديث البيانات" - رسالة تعني أن الحصول على الدعم المالي لن يعود تلقائياً.
الشروط الجديدة تتطلب من وكلاء الشهداء تقديم هوية ذكية أو إلكترونية أو جواز سفر ساري المفعول. هذا التشديد يهدف لضبط منظومة الصرف، لكنه قد يضع عوائق أمام أسر تفتقر للوثائق المطلوبة.
منذ انطلاق برنامج دعم أسر الشهداء، شهدت العملية تطوراً ملحوظاً. الصرف بالريال السعودي عبر بنك القطيبي وكلاؤه في المناطق المحررة يوفر استقراراً نسبياً في ظل تذبذب أسعار الصرف.
الواقع الإنساني يكشف أن هذه المرتبات تمثل خط الحياة الوحيد لآلاف العائلات. الطعام، الدواء، الإيجار - كلها مرتبطة بوصول هذا الراتب الشهري في موعده.
التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتمكن جميع الأسر من استيفاء الشروط الجديدة؟ خاصة تلك التي تعيش في مناطق نائية أو تواجه صعوبات في الحصول على الوثائق المطلوبة.
بينما تستعد الأسر لاستلام مرتبات سبتمبر غداً، يبقى السباق مع الزمن لتحديث البيانات قائماً. كل يوم تأخير قد يعني حرمان عائلة من حقها المشروع في الدعم.
