في تطور صاعق هز أركان القارة السمراء، أعلن باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قراراً تاريخياً سيلغي 50% من متعة كرة القدم الإفريقية - تحويل كأس أمم إفريقيا من بطولة كل عامين إلى كل أربع سنوات كاملة! للمرة الأولى منذ عقود، ستنتظر إفريقيا 4 سنوات كاملة لترى نجومها يتنافسون على اللقب القاري، في قرار يقلب موازين الكرة الإفريقية رأساً على عقب.

في مؤتمر صحفي حاسم بالعاصمة المغربية الرباط، أسقط موتسيبي قنبلة حقيقية على عالم كرة القدم بالإعلان عن التعديل الجذري الذي سيطبق بعد نسختي 2027 و2028، حيث ستقام أول بطولة بالنظام الجديد في 2032. كما كشف عن استحداث بطولة دوري أمم إفريقيا الجديدة على غرار النموذج الأوروبي، بالتعاون مع فيفا ابتداء من 2029. أحمد السعيد، مشجع مصري، عبر عن صدمته قائلاً: "كنت أنتظر كأس أفريقيا كل عامين كما ننتظر العيد، الآن سأنتظر 4 سنوات كاملة لأرى منتخب بلدي!"

هذا القرار المفصلي لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة ضغوط مستمرة من الأندية الأوروبية التي تسعى لتقليل انشغال نجومها الأفارقة، إضافة إلى الرغبة في محاكاة النجاح المذهل لدوري الأمم الأوروبية. د. محمود الخطيب، المحلل الرياضي، أوضح: "النموذج الأوروبي نجح بامتياز، ودوري الأمم سيعطي مباريات أكثر إثارة من المواجهات الودية التقليدية". هذا التغيير يذكرنا بقرارات تاريخية مماثلة، مثل تعديل توقيت البطولة للصيف، والذي أظهر مدى تأثير الضغوط الخارجية على القرارات الإفريقية.

لكن ما يثير القلق حقاً هو التأثير الجذري على الحياة اليومية للملايين من عشاق الكرة الإفريقية. المقاهي الشعبية ستفقد موسماً مهماً كل عامين، والأطفال سيحتاجون انتظار ضعف المدة لرؤية أبطالهم وهم يرفعون الكأس. فاطمة أوكونكو، الصحفية النيجيرية، وصفت المشهد قائلة: "رأيت وجوه الصحفيين في المؤتمر، كانت الصدمة واضحة على الجميع، لم نتوقع هذا التغيير الجذري". في المقابل، يرى مارك ليفي، مدير التسويق الرياضي: "هذا قرار عبقري! ستصبح كأس أفريقيا حدثاً عالمياً نادراً مثل كأس العالم، وقيمتها ستتضاعف."

بينما تدخل 54 دولة إفريقية مرحلة انتقالية حاسمة ستحدد مصير الكرة الإفريقية للعقود القادمة، يبقى السؤال المحوري: هل ستنجح إفريقيا في الحفاظ على روح كرة القدم التقليدية رغم هذا التغيير الثوري، أم ستذوب هويتها في النموذج الأوروبي المهيمن؟ الإجابة ستكتبها السنوات القادمة، والرهان على مستقبل القارة السمراء رياضياً بات أكبر من أي وقت مضى.