في تطور مثير للجدل هز الأوساط الرياضية الكويتية، تدخل قضية قانون الرياضة المؤجل عامها الثاني دون أي بصيص أمل في الأفق. أكثر من 365 يوماً من الوعود الكاذبة والتصريحات المضللة، وقانون واحد ينتظره ملايين المواطنين يبقى حبيس الأدراج بينما تعرقله حفنة من المتنفذين الذين يخشون على مصالحهم. الخبراء يحذرون: كل يوم تأخير إضافي يعني موت أحلام رياضية أكثر في دولة كانت يوماً قوة رياضية خليجية.
يروي أحمد الكندري، اللاعب الكويتي الشاب الذي يرى موهبته تذبل أمام عينيه: "منذ سنوات وأنا أسمع عن القانون الجديد الذي سيغير كل شيء، لكن ما أراه هو مزيد من الفوضى والإهمال". وبحسب مصادر مطلعة، فإن القانون المُعطل منذ أكثر من عام كامل يحمل في طياته إعادة تشكيل كاملة للمشهد الرياضي الكويتي، مما يفسر المقاومة الشرسة من القيادات الحالية التي "التصقت بكراسيها مثل الصدأ" كما وصفها الكاتب الرياضي المخضرم بنلتي في تعليق لاذع.
الأرقام تكشف حجم الكارثة الإدارية: عقود من سوء الإدارة أنتجت نظاماً رياضياً عاجزاً عن مواكبة التطور العالمي. د. سامي المختص، الخبير في التطوير الرياضي، يؤكد أن "الخلل التشريعي أصبح أحد الجذور الرئيسية لأزمة الرياضة الكويتية". المقارنات مع الدول الخليجية المجاورة تظهر تراجعاً مخيفاً في الاستثمار الرياضي والإنجازات المحلية، بينما تزدهر الرياضة في دول استطاعت تحديث قوانينها وأنظمتها الإدارية.
التأثير المباشر على المواطن العادي أصبح واضحاً في كل زاوية. فهد المتابع، المواطن الكويتي المحب للرياضة، يعبر عن إحباطه قائلاً: "نرى ملاعبنا فارغة ومواهبنا تهاجر، بينما المسؤولون منشغلون بصراعاتهم الداخلية". السيناريوهات المحتملة تتراوح بين الإنقاذ اللحظي إذا تم إقرار القانون فوراً، أو الانهيار التام للمنظومة الرياضية الكويتية إذا استمر التأجيل. خبراء الاستثمار الرياضي يحذرون من نزوح رؤوس الأموال نحو أسواق أكثر استقراراً وتنظيماً، مما يعني ضياع فرص ذهبية لتطوير القطاع.
وبينما تصم الأذان تصريحات المسؤولين المتكررة عن "قرب الانتهاء من مراجعة القانون"، تبقى الحقيقة المرة أن الصراع الحقيقي ليس قانونياً بل صراع مصالح ومناصب. د. عبدالله القانوني، المستشار التشريعي، يطرح السؤال الجوهري: "إذا كان القانون جاهزاً فعلاً، فمن يعرقله ولماذا؟ وما هي المصالح التي تُحارب من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه؟" الجواب قد يكشف عن شبكة معقدة من المحاصصات والمنافع الشخصية التي تضع مصالحها فوق مصلحة الرياضة والوطن.