في أقل من 30 ثانية، غيّر حارس مرمى سعودي قواعد اللعبة الإعلامية في الخليج في مؤتمر صحفي تحول إلى درس في الدبلوماسية الرياضية. لأول مرة في تاريخ المؤتمرات الصحفية الخليجية، يتحول رياضي من "الضحية" إلى "المعلم"، بينما تتصاعد الحرب الإعلامية ضد الاستثمارات الرياضية السعودية. هل ستستفيد المنطقة من هذا التحول المفاجئ؟ التفاصيل مشوقة.
في مؤتمر صحفي قبل المباراة المصيرية بين السعودية وعمان في بطولة كأس العرب 2025، أطلق حارس المرمى السعودي نواف العقيدي رداً قوياً على سؤال استفزازي طرحه صحفي عماني. الصحفي تحدث عن عدم ظهور تطور في مستوى المنتخب السعودي رغم الإنفاق الهائل بالمليارات على دوري روشن وضم نجوم عالميين. العقيدي رد بشكل محسوب وقوي قائلاً: "أنا اسمي نواف العقيدي، ندعم قيادتنا في ملف التطور السعودي، وهذه أموالنا وملياراتنا نضخها في المجال الذي نريده". وجوه متوترة أصبحت مبتسمة بعد صمت مطبق تحول إلى تصفيق عفوي.
التطور الكبير في الرياضة السعودية مع رؤية 2030 والاستثمار في دوري روشن شكل خلفية لهذا الحدث المثير. جاء السؤال الاستفزازي في وقت يتزايد فيه الضغط الإعلامي الخارجي على الاستثمارات السعودية. رد العقيدي أعاد للأذهان ردود الملك فيصل الشهيرة على الصحافة الغربية في السبعينيات. توقعات الهدلق تشير إلى تحول في العقلية الرياضية السعودية، وتحسن في التعامل الإعلامي نحتاج لمتابعته عن كثب.
كان لتصرف العقيدي تأثيراً عميقاً على الحياة اليومية، حيث زادت ثقة الشباب السعودي في قدراتهم، مقدمة نماذج جديدة للدفاع عن الوطن بأسلوب حضاري. إعجاب خليجي بالتطور والاحترافية قابله انتقادات من بعض الأوساط، وتأثير شعبي سعودي واسع يعزز الآمال في تطوير ثقافة إعلامية جديدة. فرص تدريب الرياضيين إعلامياً بدأت تُطرح بقوة، لكن التحديات لا تزال قائمة، قد تتحول ردود الأفعال لعدوانية في غياب التدريب والتخطيط.
في ختام هذه الحادثة، هل سيصبح نموذج العقيدي مدرسة جديدة في التعامل الإعلامي؟ درس في الكرامة الوطنية والاحترافية الإعلامية يُعرض الآن أمام الجميع للاستفادة. ضرورة الاستثمار في التدريب الإعلامي للرياضيين أصبحت ماسة، فهل تنتهي حقبة الأسئلة المفخخة في الإعلام الرياضي الخليجي قريباً؟