في تطور صادم يعيد تعريف الرفاهية في العالم العربي، كشفت السعودية عن مشروع "حلم الصحراء" - أول قطار فاخر من فئة الخمس نجوم في الشرق الأوسط، بتكلفة خيالية تبلغ 200 مليون ريال لتحويل 1300 كيلومتر من الصحراء القاحلة إلى أفخم صالون متحرك في العالم. المفاجأة المذهلة: 66 ضيفاً فقط من أصل 35 مليون سعودي سيشهدون كل رحلة في هذا الإنجاز الذي ينطلق 2026، والحجوزات ستفتح قريباً لتجربة لن تتكرر في حياتك.
بالشراكة مع مجموعة آرسينالي الإيطالية العريقة، تحول حلم السفر عبر الصحراء إلى واقع ملموس بـ14 عربة تضم 33 جناحاً فاخراً، بما فيها جناحان رئاسيان حصريان يحملان تصميماً تراثياً بنقوش خشبية منحوتة وألوان ذهبية تتلألأ تحت شمس الصحراء. "تجربة غامرة تمكن المسافر من التواصل مع الإرث الطبيعي والثقافي الثري للمملكة" كما وصفتها الخطوط الحديدية السعودية، بينما يروي عبدالله الشمري من العلا لحظة مشاهدته للقطار في الاختبارات: "كان كحلم يمر عبر تاريخنا، شيء لم نره من قبل."
يأتي هذا المشروع الثوري ضمن رؤية المملكة 2030 الطموحة لتنويع مصادر الاقتصاد، مستهدفاً خلق صناعة سياحية جديدة بالكامل تنافس قطار الشرق السريع الأسطوري، لكن عبر صحراء بدلاً من أوروبا. الدكتور سلطان المقرن، خبير السياحة الفاخرة، يتوقع نمواً بنسبة 300% في السياحة الصحراوية، مؤكداً أن المشروع سيجذب استثمارات سياحية ضخمة ويخلق آلاف الوظائف في قطاع الضيافة الفاخرة. المسار الاستثنائي يربط الرياض بالقريات مروراً بمواقع التراث العالمي في العلا، مما يضع السعودية على خريطة السياحة الفاخرة عالمياً.
بينما تستعد فاطمة الراشد، مديرة الأعمال البالغة 38 عاماً، لحجز أول رحلة لاستكشاف تراث بلادها بطريقة جديدة، يعيش محمد العتيبي، المرشد السياحي المحلي، قلقاً من اندثار مهنته التقليدية أمام الرفاهية الآلية. التأثير لن يتوقف عند السياحة: المناطق على المسار تشهد بالفعل استعدادات لاستقبال سياحة راقية، مع توقعات بارتفاع أسعار العقارات وتطوير البنية التحتية. الخبراء يحذرون من تحدي تحديد أسعار مناسبة للسوق المحلي، بينما يؤكدون أن نجاح المشروع قد يؤدي لتوسعه ليربط دول الخليج بقطارات مماثلة، محولاً المنطقة لمركز عالمي للسياحة الصحراوية الفاخرة.
مع انطلاق الاختبارات في أوائل 2026 وبداية الخدمة التجارية في الربع الثالث من نفس العام، يقف العالم العربي على أعتاب عصر جديد من السفر الفاخر. هذا ليس مجرد قطار، بل بداية تحول حضاري يضع الصحراء العربية في قلب خريطة السياحة العالمية الفاخرة. السؤال الآن: هل ستكون من المحظوظين الـ66 في كل رحلة، أم ستكتفي بمشاهدة الحلم يمر من أمامك عبر رمال التاريخ؟
