في لحظة رعب حقيقية هزت أسس علم الجيولوجيا العالمي، انتهت 12,000 سنة من الصمت في ثانية واحدة عندما ثار بركان هايلي غوبي الإثيوبي، مطلقاً عموداً نارياً بارتفاع 14 كيلومتراً - أعلى من 50 ضعف ارتفاع برج خليفة! هذا البركان الذي نام أطول من عمر الحضارة الإنسانية كلها استيقظ فجأة ليغير وجه شرق أفريقيا إلى الأبد. الرماد البركاني يسافر الآن عبر البحر الأحمر باتجاه الجزيرة العربية، والعلماء يحذرون: هذا مجرد البداية.
في مشهد يشبه فيلم كارثة هوليوودي، شهدت منطقة عفر الإثيوبية انفجاراً بقوة مليون طن من المتفجرات، حيث اخترق عمود أسود عملاق السماء الزرقاء كعفريت يخرج من قنينة سحرية. عبدالله محمد، طيار الخطوط الإثيوبية، يروي بصوت مرتجف: "رأيت العملاق الأسود يبتلع السماء أمام عيني، واضطررت لتغيير مسار الطائرة فوراً لتجنب الكارثة." الحكومة الإقليمية في عفر أكدت أن كمية الرماد المنبعثة تكفي لتغطية مساحة بحجم دولة قطر بطبقة سميكة، بينما وصلت سحب الرماد حتى شمال الهند مسببة شللاً في حركة الطيران الدولي.
والأمر المرعب أن هذا البركان يقع في قلب وادي الصدع الأفريقي النشط جيولوجياً، حيث تنفصل قارة أفريقيا تدريجياً في عملية جيولوجية مستمرة منذ ملايين السنين. د. فاطمة عبدالله، عالمة الزلازل السودانية، تحذر بقلق: "هذا البركان قادر على تغيير مناخ شرق أفريقيا لسنوات، وقد يثير نشاطاً بركانياً إضافياً في المنطقة." آخر مرة ثار فيها هذا البركان كانت قبل اختراع الزراعة، عندما كان البشر ما زالوا صيادين، مما يجعل هذا الحدث استثنائياً في التاريخ الجيولوجي الحديث.
بينما يواجه آلاف الرعاة الإثيوبيين كارثة حقيقية، تحكي حليمة أحمد، راعية في الأربعين، قصة مؤلمة: "أشاهد ماشيتي تختنق من الرماد الناعم كالدقيق الذي غطى مراعينا، ورائحة الكبريت تملأ الهواء لأول مرة في حياتي." المنطقة تشهد الآن صعوبة في التنفس، وحكة في العيون، وطعماً معدنياً مستمراً في الفم، بينما حذرت السلطات الصحية من مخاطر جدية لمرضى الربو والجهاز التنفسي. لكن وسط هذه الكارثة، يرى الخبراء فرصاً ذهبية لتطوير السياحة البركانية والاستفادة من الطاقة الحرارية الجوفية التي قد تحول المنطقة لمركز طاقة متجددة.
مع استمرار تصاعد الرماد البركاني وانتشاره عبر القارات، تقف المنطقة على أعتاب تغيير جيولوجي دائم قد يعيد رسم خريطة شرق أفريقيا. العلماء يدعون لتطوير أنظمة إنذار مبكر مكثفة ومراقبة علمية مستمرة، بينما يتساءل الجميع: هل نشهد بداية عصر جديد من النشاط البركاني المدمر في قرن أفريقيا؟