في يوم واحد فقط.. 90% من الشركات السعودية المدرجة تنزف خسائر! مؤشر تاسي يفقد 137 نقطة في جلسة واحدة، ومعها تتبخر مليارات الريالات من القيمة السوقية، في مشهد صادم لم يشهده السوق منذ أزمة كوفيد-19. المستثمرون في حالة ذعر والأسعار تواصل الانحدار، فيما تدق أجراس الإنذار في قاعات التداول.
أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيس "تاسي" عند مستوى 10452.91 نقطة بانخفاض حاد 137.26 نقطة، وسط تداولات ضخمة بلغت 3.6 مليار ريال - رقم يعادل ميزانية مدينة متوسطة لسنة كاملة! خالد الاستثماري، متقاعد 58 عاماً، يروي صدمته: "شاهدت 15% من محفظتي تختفي في أسبوعين، كأنني أرقب كابوساً حقيقياً". موجة ذعر اجتاحت المستثمرين وقاعات التداول تعيش حالة من التوتر، حيث 235 شركة خاسرة مقابل 25 فائزة فقط.
يذكرنا هذا التراجع الحاد بموجات البيع المدمرة في مارس 2020 أثناء بداية الجائحة، عندما انهارت الأسواق العالمية. الأسباب اليوم متشابكة: ضغوط عالمية، مخاوف من التضخم، وتأثر أسعار النفط. السوق اليوم كان كشلال ينحدر بقوة، يجرف معه أحلام المستثمرين، فيما تواصل شركات عملاقة مثل أرامكو والراجحي تصدر قوائم الأكثر نشاطاً وسط هذه العاصفة المالية.
تضررت محافظ التقاعد بشدة، وتعيش الأسر السعودية قلقاً حقيقياً من استثماراتها، فيما تؤجل قرارات مالية مهمة. أحمد الموظف، الذي راقب شاشة التداول طوال اليوم: "أسمع صوت التنبيهات من تطبيق التداول كل دقيقة، وأرى مدخراتي تتآكل أمام عيني". لكن سارة المتداولة الذكية تنظر للأمر بعين مختلفة: "هذه فرصة ذهبية لشراء أسهم أرامكو بأسعار مغرية، الأذكياء يشترون عندما يبيع الآخرون مذعورين".
يوم أسود حقاً لمؤشر تاسي بخسارة 137 نقطة و90% من الشركات في المنطقة الحمراء، وسط تداولات بلغت مستويات قياسية. الأيام القادمة ستحدد اتجاه السوق وقدرته على التعافي من هذه الضربة القاسية، فيما يتوجب على المستثمرين التحلي بالهدوء واتخاذ قرارات مدروسة بعيداً عن الذعر. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل هذا مجرد تصحيح طبيعي أم بداية انهيار حقيقي؟ المستقبل وحده يحمل الإجابة!