في تطور استثنائي يُعيد كتابة خريطة الطقس السعودي، أعلن المركز الوطني للأرصاد رسمياً عن توقعات مذهلة للمرة الأولى منذ عامين: الثلوج على وشك العودة لتكسو قلب الجزيرة العربية. ما يحدث مرة كل خمس سنوات على وشك الحدوث غداً، حيث تستعد منطقتا شمال الرياض والقصيم لاستقبال هدية الطبيعة البيضاء النادرة. 24 ساعة فقط تفصلنا عن مشهد تاريخي قد يغير مفهوم الطقس في المملكة.

وكشف المتحدث باسم المركز الوطني للأرصاد تفاصيل مثيرة عن الحدث الاستثنائي، مؤكداً أن كتلة هوائية باردة استثنائية تجتاح المملكة وتحمل معها هدية الثلوج البيضاء لأربع مناطق رئيسية تغطي مساحة تزيد عن 200 ألف كيلومتر مربع. "بعد مرتفعات تبوك وحائل، شمال منطقة الرياض والقصيم على موعد مع فرص تساقط الثلوج غداً بمشيئة الله"، هكذا أعلن الخبر عبر منصة X. سارة الحربي، مصورة الطبيعة المعروفة، تكشف استعدادها الحثيث: "أحضر معداتي منذ أسبوع، هذه فرصة العمر لتوثيق جمال المملكة الأبيض."

التغيرات المناخية العالمية تجلب مفاجآت طقسية للمنطقة العربية، وما نشهده اليوم نتيجة مباشرة لكتلة هوائية قطبية تنحرف عن مسارها المعتاد جنوباً بطريقة غير مسبوقة. يذكرنا المشهد بأجواء 2022 المثيرة عندما كست الثلوج جبال تبوك وحائل، لكن الخبراء يؤكدون أن ما ينتظرنا غداً أوسع انتشاراً وأكثر تأثيراً. د. عبدالله المناخي، أستاذ علم الطقس، يصف الحدث بالاستثنائي: "نحن أمام ظاهرة مناخية نادرة قد تعيد تشكيل فهمنا للطقس الإقليمي."

من تعطيل المواصلات إلى خلق ذكريات عائلية لا تُنسى، يستعد ملايين السعوديين لتجربة فريدة تتأرجح بين الإثارة والقلق. أبو محمد، سائق التوصيل في شمال الرياض، يعبر عن مخاوفه: "أتمنى ألا تتعطل الطرق، لكنني متحمس لرؤية أطفالي يلعبون بالثلج لأول مرة." بينما تتوقع موجة من النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي والتصوير، تحذر السلطات من ضرورة الحذر في القيادة وتجنب السفر غير الضروري. فاطمة القصيمية تتذكر بحنين: "عام 2022 كان يوماً لا يُنسى، والآن أشعر بنفس الإثارة مضاعفة."

حدث طقسي استثنائي ينتظر السعوديين خلال ساعات قليلة، يحمل في طياته وعداً بتجربة فريدة وتحدياً لوجستياً في آن واحد. هل سيشهد المناخ السعودي المزيد من هذه المفاجآت مع تغير الأنماط العالمية؟ الإجابة تكمن في رقائق الثلج البيضاء التي ستتراقص غداً فوق قلب الجزيرة العربية. هل أنت مستعد لاستقبال الثلوج في قلب الجزيرة العربية؟