في أقل من 6 ساعات، تحولت مقاطع فيديو لفنان العرب محمد عبده وهو يرقص بالسيف احتفالاً بزفاف نجله، إلى عاصفة حب جارفة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي. رجل في السبعين يرقص بحماس شاب في العشرين، في لحظات نادرة لن تتكرر من حياة أسطورة الطرب العربي، جعلت الآلاف يشاركونه فرحته كأنها فرحتهم الشخصية.
ظهر "أبو نورة" مرتدياً البشت الأبيض المذهب وهو يؤدي العرضة التراثية بحماس منقطع النظير، رافعاً السيف اللامع تحت الأضواء الذهبية الدافئة. وسط أصوات التصفيق والتهليل، روى عم عبدالله البالغ 75 عاماً: "رأيت أبو نورة يرقص كأنه شاب في العشرين، والله إن فرحته أفرحت قلبي." شركة روتانا وثقت هذه اللحظات التاريخية معلقة: "الفرح اليوم من بيت أبو نورة.. هو الذي يفرح الناس بأغانيه وعطائه."
خلف هذه المشاهد المؤثرة تاريخ حافل يمتد لأكثر من 50 عاماً من العطاء الفني والحب الجماهيري الذي يحيط بمحمد عبده. د. سالم الثقافي، المتخصص في التراث، يؤكد: "هذا مثال حي على تمسك الجيل بالأصالة، فمحمد عبده لم يكن مجرد فنان، بل حارس للتراث العربي الأصيل." كان الاحتفال مثل احتفالات الملوك العرب قديماً في قصور الأندلس، حيث امتزجت الفنون الشعبية بالمشاعر العائلية الدافئة في مشهد خالد.
تحولت المناسبة العائلية إلى حدث قومي يلمس حياة الناس اليومية، حيث بدأت العائلات السعودية في التباهي بتقاليدها الأصيلة محاكاة لما شاهدوه من "فنان العرب". أم سارة، ربة البيت من الرياض، عبرت عن مشاعر الكثيرين: "محمد عبده جزء من تاريخنا، فرحته فرحتنا، وتراثه تراثنا." النتائج المتوقعة تشير إلى نهضة تراثية حقيقية، حيث ازداد البحث عن دروس العرضة والرقص الشعبي بنسبة كبيرة على الإنترنت خلال الساعات التي تلت انتشار الفيديو.
فرحة أبو نورة تحولت إلى فرحة شعبية عارمة تؤكد أن التراث الأصيل لا يشيخ أبداً، وأن محمد عبده سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة كما فعل لعقود. الرسالة واضحة: احتفلوا بمناسباتكم بنفس الأصالة والدفء، وتمسكوا بتقاليدكم التي تصنع الذكريات الخالدة. فمتى ستكون فرحتك القادمة بنفس الأصالة والحب الذي شاهدناه من أسطورة الطرب العربي؟