في أقل من 24 ساعة، وصلت برقية عزاء من الرياض إلى الكويت تحمل 60 عاماً من المحبة والاحترام، حيث بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رسالة مؤثرة لنظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، في وفاة الشيخ جابر مبارك صباح الناصر الصباح. برقية واحدة تختصر تاريخاً من العلاقات الأخوية بين عرشين شقيقين، في عالم تتصارع فيه القوى وتبقى الروابط الخليجية نموذجاً للوحدة.
جاءت كلمات ولي العهد السعودي محملة بالدفء الأخوي: "تلقينا نبأ وفاة الشيخ جابر مبارك صباح الناصر الصباح -رحمه الله- ونبعث لسموكم ولأسرة الفقيد أحر التعازي، وأصدق المواساة"، في مشهد يعكس عمق العلاقات بين 6 دول خليجية مترابطة منذ أكثر من ستة عقود. د. خالد الدبيان، خبير الشؤون الخليجية، يؤكد: "هذه البرقية تعكس عمق الروابط الأخوية التي تشبه نسيج العنكبوت المحكم في قوته وترابطه"، بينما تردد صدى الكلمات في قاعات الديوان الملكي بهدوء يليق بجلال المقام.
يستند هذا التقليد الراسخ إلى عقود من التضامن الخليجي، حيث تبادلت القيادات مئات البرقيات عبر التاريخ المشترك، مثل برقيات التعازي بين الملوك والأمراء في العصر العباسي. الخبراء يتوقعون أن تستمر هذه العلاقات في التطور، خاصة مع التحديات الإقليمية التي تتطلب المزيد من التنسيق والوحدة، حيث تقف العلاقات السعودية الكويتية قوية كالصخور الراسخة في وجه الأمواج.
على المستوى الشعبي، عبر أحمد المطيري، موظف حكومي كويتي، عن تقديره قائلاً: "نقدر هذا الموقف النبيل من الأشقاء السعوديين"، بينما تعزز مثل هذه المواقف الشعور بالأمان والاستقرار بين المواطنين في دول الخليج. النتائج المتوقعة تشير إلى استمرار التنسيق في المجالات الاستراتيجية، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة لتطوير التعاون الثنائي في ظل الترحيب الشعبي والرسمي الواسع بهذا الموقف الأخوي النبيل.
تبقى هذه البرقية شاهداً على عمق العلاقات الخليجية والتقدير المتبادل بين القيادات الحكيمة، مؤكدة على استمرار تقوية الروابط وتطوير التعاون الاستراتيجي. في زمن الصراعات والتوترات الإقليمية، تقدم دول الخليج نموذجاً راقياً في العلاقات الدبلوماسية - فهل تبقى هذه الروابط الخليجية نموذجاً ملهماً للعالم؟