في تطور مذهل يعيد تشكيل خريطة الصناعات الغذائية عالمياً، 8.5 مليون طن من التمور ينتجها العالم سنوياً، والعرب يسيطرون على 75% منها! وللمرة الأولى في التاريخ، تجتمع أكبر قوتين في إنتاج التمور - السعودية ومصر - لتغيير قواعد اللعبة عالمياً. القطار انطلق من الرياض... والفرص لن تنتظر المتأخرين!
خلف أبواب القاعات الفخمة في الرياض، اجتمعت الأميرة سارة بنت بندر مع وزير الزراعة المصري علاء فاروق في لقاء استراتيجي يستهدف الهيمنة على صناعة تراثية بقيمة مليارات الدولارات. الأرقام تحكي قصة مذهلة: نمو 12% سنوياً في الصناعة، وإنتاج مشترك يبلغ 2.5 مليون طن - رقم يعادل وزن 500 ألف سيارة من التمور الذهبية. "التعاون سيحدث نقلة نوعية في الصناعة"، يؤكد د. محمد الخبير الزراعي، بينما تتصاعد رائحة التمور الطازجة في قاعة الاجتماع. أحمد المزارع من صعيد مصر، الذي يكافح للحصول على أصناف محسنة، ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذا التحالف.
هذا التعاون الجديد ليس مجرد اتفاقية تجارية، بل استيقاظ لتراث عربي عريق يواجه تحديات الحداثة. رؤية السعودية 2030 تلتقي مع استراتيجية مصر التنموية في نقطة واحدة: تحويل الميزة التنافسية التاريخية إلى قوة اقتصادية حديثة. مثل طريق الحرير القديم الذي ربط بين الحضارات، هذا التعاون يعيد إحياء التجارة العربية التراثية بأدوات القرن الواحد والعشرين. الخبراء يتوقعون أن "هذا التعاون سيعيد تشكيل خريطة صناعة التمور عالمياً خلال السنوات القادمة".
لكن الأهم من الأرقام والاستراتيجيات، التأثير المباشر على حياة ملايين الشباب العربي. حاضنة ريادة الأعمال الجديدة ستفتح أبواباً لم تكن متاحة من قبل، بينما المعهد المهني المتخصص سيخرج جيلاً جديداً من خبراء الزراعة الحديثة. فاطمة المهندسة، التي طورت صنفاً جديداً من التمور، تمثل نموذجاً لما يمكن تحقيقه. المزارعون متفائلون، المستثمرون متحمسون، بينما المنافسون الآسيويون يراقبون بقلق هذا التحدي العربي الجديد. الفرصة متاحة الآن للدخول في سوق متنامٍ، لكن التأخير قد يعني ضياع القطار إلى الأبد.
تحالف استراتيجي بين قوتين عربيتين لتطوير صناعة تراثية بتقنيات عصرية - هذا ما شهدته الرياض، وما سيشهده المستقبل هو مولد قوة اقتصادية عربية جديدة تتجه نحو الريادة العالمية. لا تفوتوا فرصة المشاركة في هذا التحول التاريخي، فالسؤال الآن: هل ستكون جزءاً من ثورة التمور العربية، أم ستشاهدونها من بعيد؟