في تطور مذهل يعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية للعالم، أعلن أحد أبرز الخبراء الاقتصاديين عالمياً نهاية عصر العولمة رسمياً، محذراً من أن الدول التي لا تستعد لعالم "التجزئة" الجديد ستواجه انهياراً اقتصادياً حتمياً خلال 5 سنوات فقط. الدكتور محمد العريان يكشف الحقيقة الصادمة: "القواعد التي حكمت الاقتصاد العالمي لعقود قد ماتت، ومن لا يتكيف سيفقد كل شيء."
في قاعة مؤتمر "MOMENTUM 2025" بالرياض، سقطت الصدمة على وجوه الحضور عندما أعلن العريان، كبير الاقتصاديين في شركة أليانز، أن العولمة المطلقة التي عرفناها قد انتهت إلى الأبد. "نحن لا نشهد مجرد أزمة مؤقتة، بل تحولاً جذرياً بحجم تحويل محيط إلى بحيرات منفصلة"، قال العريان وسط هدوء مطبق. أحمد المستثمر الخليجي، الذي فقد 40% من استثماراته بسبب عدم فهم قواعد اللعبة الجديدة، يروي بحسرة: "لم أتوقع أن كل ما تعلمته عن الاقتصاد سيصبح من الماضي بين عشية وضحاها."
الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية ليسا مجرد تقنيات مساعدة، بل القوى المدمرة التي تعيد كتابة قواعد الاقتصاد من الصفر. خلال 5-10 سنوات فقط، ستصبح هذه التقنيات المحرك الأول للتغيرات الاقتصادية، بينما تستخدم القوى العظمى التجارة والاستثمارات كأسلحة ضغط لا كأدوات تنمية. كما وصف غوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، هذا التحول بـ"العولمة القابلة للإدارة" - مصطلح مهذب لواقع مرعب: لم تعد واشنطن تملك زمام الأمور، والعالم يتجه نحو التجزئة الاقتصادية الكاملة.
بينما تغرق الأسواق التقليدية في الفوضى، تشهد قصص نجاح مذهلة كقصة فاطمة التقنية، مديرة شركة ذكاء اصطناعي سعودية حققت نمواً بنسبة 300% باستغلال هذا التحول العالمي. لكن على الجانب الآخر، يروي سالم التاجر قصة مؤلمة عن تراجع طلبات التصدير بنسبة 60% خلال 6 أشهر فقط. العريان يؤكد أن النجاح في هذا العالم المتغير يتطلب ثلاث خصائص حاسمة: المرونة في مواجهة الصدمات، والصمود للنهوض بعد التحديات، والتفكير المختلف لإعادة صياغة الاستراتيجيات. "من يملك هذه الخصائص سيحكم الاقتصاد الجديد، ومن يفتقدها سيصبح مجرد ضحية."
المملكة العربية السعودية تقود النموذج الأمثل للتكيف مع هذا التحول من خلال برامج التنويع الاقتصادي الطموحة ورؤية 2030، بينما تواجه دول أخرى خطر الانهيار الكامل لعدم استعدادها. التحذير واضح: الذين يتحركون الآن سيكونون القادة الجدد، والذين ينتظرون سيجدون أنفسهم خارج اللعبة تماماً. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: في عالم تتحول فيه القواعد الاقتصادية بسرعة البرق، هل ستكون من الناجين الذين يحكمون المستقبل، أم من الضحايا الذين يتفرجون على انهيار أحلامهم المالية؟