في قرار صادم هز أوساط السائقين بالمملكة، كشفت الإدارة العامة للمرور عن فرض غرامة قاسية تصل إلى 500 ريال لكل من يخالف الالتزام بالمسارات المحددة - مبلغ يعادل راتب يومين كاملين لموظف متوسط الدخل! والأكثر صدمة أن كل 15 ثانية يحدث حادث مروري بسبب عدم الالتزام بالمسارات، وكاميرات ساهر اليوم ترصد كل تغيير مسار غير قانوني بلا رحمة.
"شاهدت مدخرات أسبوع كامل تتبخر في غرامة واحدة فقط"، تقول سارة أحمد، موظفة محاسبة تدفع 500 ريال غرامة شهرياً بسبب تغيير المسارات للهروب من الازدحام. وأوضحت الإدارة عبر منصة إكس أن الغرامة تتراوح بين 300 إلى 500 ريال حسب درجة الخطورة، بينما حذر د. محمد الغامدي، خبير السلامة المرورية: "الالتزام بالمسارات يقلل الحوادث بنسبة 65%، وعدم الالتزام يزيد المخاطر بنسبة 400% في أوقات الذروة".
وتأتي هذه الخطوة الجذرية كجزء من خطة شاملة لتحسين السلامة المرورية ضمن رؤية 2030، حيث تواجه المملكة تحدياً حقيقياً مع تزايد عدد المركبات والنمو السكاني المتسارع. فيصل العتيبي، شاهد عيان على حادث تصادم مروع بسبب تغيير المسارات المفاجئ، يصف المشهد: "كان صوت الاصطدام مرعباً، وصراخ الضحايا لا يزال يطن في أذني". وتشير التوقعات إلى أن هذه الإجراءات ستؤدي لتحسن تدريجي في الانضباط المروري، مع مقارنتها بفرض النظام في الحج قديماً - النظام يحقق السلامة للجميع.
والأثر الحقيقي يطال حياتك اليومية مباشرة: فالسائقون أصبحوا يخططون لرحلاتهم مسبقاً تجنباً للغرامات، بينما تحسنت أوقات التنقل وقل استهلاك الوقود. عبد الله المطيري، الذي التزم بالمسارات لعامين دون أي مخالفة، يؤكد: "الراحة النفسية لا تقدر بثمن، ووفرت أكثر من 3000 ريال كنت سأدفعها غرامات". وبينما يرحب مؤيدو السلامة بالقرار، ينتقد آخرون "قسوة" الغرامات، لكن الحقيقة الصادمة تبقى: كل مخالفة مسار قد تكون القش الذي قصم ظهر البعير في حادث مميت.
المعادلة اليوم بسيطة ومصيرية: الالتزام بالمسارات يعني طرقاً أكثر أماناً وثقافة مرورية متقدمة تليق بطموحات المملكة. الحملات التفتيشية مستمرة بلا هوادة، والغرامات تنتظر كل متهاون. هل تستحق سلامتك وسلامة أسرتك المخاطرة بـ 500 ريال؟ أم أن الالتزام بالمسارات اليوم أصبح ليس مجرد قانون، بل ضرورة حياة؟