الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: الطائف تغرق في الجمال والازدحام معاً... هل تحولت الجنة إلى كابوس مروري؟
عاجل: الطائف تغرق في الجمال والازدحام معاً... هل تحولت الجنة إلى كابوس مروري؟

عاجل: الطائف تغرق في الجمال والازدحام معاً... هل تحولت الجنة إلى كابوس مروري؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 ديسمبر 2025 الساعة 05:35 مساءاً

في تطور يلخص تناقضات العصر الحديث، تستقبل الطائف خلال 24 ساعة واحدة من الزوار أكثر من عدد سكانها الأصليين، بينما تتحول شوارعها إلى أكبر موقف سيارات مفتوح في المملكة. المطر الذي يجعل الطائف جنة على الأرض، يحولها أيضاً إلى كابوس مروري حقيقي - والآن، بينما تقرأ هذه الكلمات، آلاف السيارات عالقة في شوارع المدينة الممطرة في مشهد يجمع بين السحر والفوضى.

يروي أحمد العتيبي، الموظف المحلي، معاناته اليومية: "أقضي ساعتين إضافيتين في المواصلات بدلاً من نصف ساعة، لكن المنظر خلاب لدرجة أنني أحياناً أنسى الوقت". هذا التناقض يعكس واقع مدينة تكافح بنيتها التحتية لاستيعاب تدفق سياحي هائل، حيث تضاعفت أوقات التنقل بنسبة 300% وازدادت البلاغات المرورية بمعدل 200% خلال أوقات الذروة. السحب المنخفضة تلامس الطرق والضباب يغطي المنحنيات الجبلية، بينما الأضواء الحمراء للسيارات تخترق الضباب في مشهد سينمائي مذهل.

تاريخياً، عُرفت الطائف كمصيف المملكة ووجهة الباحثين عن الأجواء المعتدلة، لكن ما يحدث اليوم يفوق كل التوقعات السابقة. مثل مكة في موسم الحج، تتحول الطائف في الموسم المطري إلى مدينة بكثافة مضاعفة، حيث تستوعب زواراً بعدد سكان مدينة متوسطة في أسبوع واحد. الدكتور سالم الغامدي، مختص التخطيط الحضري، يؤكد أن "الطائف تحتاج حلول ذكية للنقل تراعي طبيعتها الجبلية الفريدة"، بينما تصبح حركة المرور بطيئة كحركة النمل الحامل لطعامه.

على الجانب الآخر، تحكي فاطمة السروي، صاحبة مقهى شعبي، قصة نجاح مختلفة: "ضاعفت أرباحي 400% خلال الموسم المطري، العملاء يأتون للاستمتاع بالمطر ورائحة الأرض المبتلة". هذا النشاط الاقتصادي المكثف واضح في الأسواق والمطاعم، حيث تشهد حركة نشطة تعود بالنفع على أصحاب الأعمال. لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين الجمال الطبيعي وسلاسة الحياة اليومية، خاصة مع تغيير السكان لأنماط حركتهم وضرورة التخطيط المسبق لكل رحلة. محمد الثقفي، زائر من الرياض، يصف تجربته بـ"المغامرة الجميلة المخيفة".

الطائف اليوم تقف عند مفترق حاسم بين جمال طبيعي آسر وتحديات حضرية متنامية، حيث تحمل كل قطرة مطر وعداً بالجمال وتحدياً للتنظيم. الفرصة متاحة لتحويل هذه التحديات إلى نموذج رائد للسياحة المنظمة، لكن ذلك يتطلب تضافر الجهود بين التخطيط الحكومي والوعي المجتمعي. السؤال المصيري يبقى: هل ستنجح الطائف في احتضان جمالها دون أن تفقد روحها أو تثقل كاهل أهلها وزوارها؟

شارك الخبر