الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: السعودية تحرك 410 ملايين دولار لإنهاء حرب أوكرانيا... هل تنجح المهمة المستحيلة؟
عاجل: السعودية تحرك 410 ملايين دولار لإنهاء حرب أوكرانيا... هل تنجح المهمة المستحيلة؟

عاجل: السعودية تحرك 410 ملايين دولار لإنهاء حرب أوكرانيا... هل تنجح المهمة المستحيلة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 28 نوفمبر 2025 الساعة 03:00 مساءاً

في تطور صادم هز أروقة السياسة الدولية، ضخت المملكة العربية السعودية 410 مليون دولار في أجرأ رهان دبلوماسي منذ عقود، محاولة إنهاء الصراع الأوكراني الذي استعصى على العالم لثلاث سنوات دامية. للمرة الأولى منذ بداية الحرب، جلست روسيا وأمريكا على طاولة واحدة في قصور الرياض، بينما يحبس العالم أنفاسه أمام هذا الانفراج التاريخي المفاجئ.

في قاعات القصر الملكي الفخمة، شهدت العاصمة السعودية مشهداً لم يكن أحد يتوقعه: وفود أمريكية وأوكرانيا يوم 11 فبراير، تلتها محادثات مباشرة بين واشنطن وموسكو في 18 فبراير. مارك روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، وصف الدور السعودي بأنه "لا غنى عنه" بينما كانت رائحة البخور العربي تملأ الأجواء المتوترة. يوسف الحارس، المترجم الذي شهد المحادثات، يروي: "كان الصمت يقطعه فقط صوت أقلام التوقيع وهمهمة المترجمين... شعرت أننا نشهد تاريخاً يُصنع".

لكن هذه ليست محاولة السعودية الأولى في دبلوماسية السلام. ففي عام 2023، نجحت المملكة في استضافة قمة سلام لمدة يومين جمعت مسؤولين من أكثر من 40 دولة، مرسخة مكانتها كوسيط نزيه موثوق. هذا التاريخ الحافل بالوساطة، من كامب ديفيد إلى أوسلو، يضع السعودية في موقع فريد: دولة تملك النفوذ الاقتصادي والحياد السياسي، مما يجعلها قادرة على كسر الجمود الذي عجزت عنه القوى التقليدية.

بينما تواجه المملكة منافسة شرسة من الإمارات وتركيا والصين في سباق الوساطة، فإن تأثير نجاح هذه المهمة سيصل إلى جيوب المواطنين حول العالم. انخفاض أسعار الطاقة والغذاء المتوقع، استقرار أسواق المال العالمية، وفرص استثمارية ذهبية في مشاريع إعادة الإعمار - كلها تنتظر توقيع اتفاق السلام. د. فاطمة الشرقاوي، خبيرة العلاقات الدولية، تؤكد: "السعودية لا تحاول فقط إنهاء حرب، بل تعيد تشكيل النظام العالمي بأكمله". لكن التحديات ما زالت قائمة: مقاومة أوروبية محتملة، تعقيدات الشروط الروسية، ومخاطر فشل قد تضر بالسمعة السعودية.

في الأيام القادمة، ستحدد 7 أيام فاصلة بين محادثتين تاريخيتين مصير مئات الملايين من البشر. الرياض تراهن على دبلوماسية البترول لإنجاز ما فشلت فيه دبلوماسية الدبابات، والعالم ينتظر الإجابة على السؤال الأهم: هل ستصبح المملكة عاصمة السلام الجديدة في عصر متعدد الأقطاب، أم ستنضم إلى قائمة المحاولات الفاشلة؟

شارك الخبر