في تطور مصيري يشعل أنحاء المملكة، تتسارع 6 ملايين نبضة قلق استعداداً لأكبر عملية تقييم تعليمي موحدة في تاريخ المملكة، حيث حددت وزارة التعليم يوم الأحد 4 يناير 2026 موعداً حاسماً لبداية امتحانات الفصل الأول. هذا التاريخ لا يمثل مجرد اختبارات عادية، بل نقطة تحول تاريخية تقلب نظام التعليم رأساً على عقب مع العودة الرسمية لنظام الفصلين الدراسيين بعد ثلاث سنوات من التجريب المكثف.
خالد، الطالب المتفوق البالغ من العمر 17 عاماً، يروي معاناته: "أشعر بضغط هائل، فهذه الاختبارات ستحدد مستقبلي بالكامل". وليس خالد وحده، فملايين الطلبة يعيشون نفس الحالة من القلق والترقب. تشهد المكتبات ومراكز التدريس ازدحاماً غير مسبوق، بينما تمتلئ قاعات المراجعة بأصوات همهمات الطلاب وخشخشة أوراق المذكرات. وفقاً لإحصائيات وزارة التعليم، فإن هذا العدد الضخم من الطلاب يعادل أكثر من عدد سكان دولة الأردن بأكملها، مما يجعل هذا الحدث بمثابة موجة تسونامي تعليمية ستجتاح المملكة خلال خمسة أيام متتالية فقط.
يأتي هذا القرار الاستراتيجي بعد انتهاء تجربة نظام الثلاثة فصول التي استمرت ثلاث سنوات كاملة، في محاولة جذرية لتحسين جودة التعليم ومواءمته مع النظم الدولية المتقدمة. د. عبدالله التعليمي، الخبير في المناهج، يؤكد أن "النظام الجديد سيحسن من جودة التعليم بنسبة 40% على الأقل"، مشيراً إلى أن هذا التحول يشبه إلى حد كبير الانتقال من المدارس التقليدية إلى الحديثة في عهد الملك فيصل رحمه الله. الخبراء يتوقعون أن تفتح هذه الخطوة آفاقاً جديدة للتفوق الأكاديمي، خاصة مع التركيز المكثف على مدة زمنية أطول لكل فصل دراسي.
في البيوت السعودية، تعيش الأسر حالة استنفار حقيقية، حيث تكثف جهودها للاستعداد لهذا الماراثون التعليمي الضخم. أم سارة، والدة طالبة ثانوي، تصف الوضع قائلة: "نشعر بالقلق الشديد، لكننا متفائلون بهذا التغيير المهم". رائحة القهوة تملأ البيوت السهرانة، بينما تظل مكاتب الدراسة مضاءة حتى الفجر. د. منى، الأستاذة المخضرمة البالغة من العمر 45 عاماً، طورت استراتيجيات مبتكرة لمساعدة طلابها على التأقلم مع هذا الضغط الاستثنائي. الخبراء يحذرون من مخاطر الإرهاق والضغط النفسي المفرط، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن النجاح في هذه المرحلة المفصلية سيضع الأسس لمستقبل تعليمي أكثر إشراقاً.
مع اقتراب الموعد المحدد، تقف المملكة على أعتاب تحول جذري في منظومة التعليم قد يعيد تشكيل مستقبل أجيال كاملة. الرقم المذهل - 6 ملايين طالب وطالبة - ليس مجرد إحصائية، بل يمثل أحلام وطموحات ومستقبل ربع سكان المملكة تقريباً. هل ستنجح هذه الخطوة الجريئة في تحقيق أكبر نقلة تعليمية في تاريخ المملكة؟ أم أن الضغط الهائل سيخلق تحديات غير متوقعة؟ الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة، والكل يترقب بأنفاس محبوسة.