في تطور استثنائي يحبس الأنفاس، تستثمر السعودية 500 مليون ريال في مشروع قد يغير مصير 3 مليون يمني، وسط دمار يطال 80% من البنية التعليمية في اليمن. هذه الفرصة التاريخية التي لن تتكرر تولد منارة جديدة للأمل في قلب محافظة تعز، حيث يترقب الجيل الجديد من طلاب الطب اليمنيين لحظة تغيير مصيرهم إلى الأبد.
مشروع كلية الطب الجديدة بجامعة تعز ينطلق كجزء من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ليخدم أكثر من 3 مليون نسمة ويعوض نقصاً حاداً يصل لـ 50% من الكوادر الطبية. أحمد الصالحي، طالب طب يمني يبلغ 22 عاماً، اضطر لترك دراسته بسبب دمار كليته، يقول بصوت مرتجف: "كنت أظن أن حلمي في أن أصبح طبيباً قد انتهى للأبد، لكن هذا المشروع أعاد لي الأمل." موجة من الإثارة والترقب تجتاح شوارع تعز، حيث تختلط رائحة الأمل الجديد بأصوات آلات البناء والإعمار.
منذ اندلاع الصراع في 2014، تعرض القطاع التعليمي اليمني لدمار لا يُصدق، لكن هذا المشروع يذكرنا بمبادرات الملك عبدالعزيز التعليمية التي غيرت وجه السعودية تماماً. د. محمد الحكيمي، خبير التعليم الطبي، يؤكد أن هذا الاستثمار سيرفع مستوى التعليم الطبي إقليمياً. كالرياح القوية التي تحمل بذور الأمل، ينتشر تأثير هذا المشروع عبر المحافظة ليزرع الثقة في قلوب آلاف الأسر اليمنية.
مريم عبدالله، أم يمنية تحلم بأن يصبح ابنها طبيباً، تقول بدموع الفرح: "هذا المشروع أعطانا فرصة لتأمين مستقبل أطفالنا في المجال الطبي." الفرصة الذهبية لتخريج دفعات من الأطباء المؤهلين لخدمة الشعب اليمني لن تنتظر طويلاً، فيما لقي المشروع ترحيباً واسعاً من الطلاب والأكاديميين وتقديراً استثنائياً من المجتمع الدولي.
هذا المشروع الذي يمثل نموذجاً حياً للتعاون العربي البناء قد يكون بداية لنهضة طبية شاملة تحول تعز إلى مركز تعليمي إقليمي. على الشباب اليمني أن يدركوا أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب منهم الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الاستثنائية. السؤال الآن: هل سيكون هذا المشروع نقطة التحول الحقيقية التي ستكتب تاريخاً جديداً للتعليم الطبي في اليمن؟