في تطور مناخي صادم يهدد حياة الملايين، أطلق المركز الوطني للأرصاد الجوية تحذيرات عاجلة بشأن عاصفة قطبية تضرب اليمن بقوة رياح تصل إلى 30 عقدة - قوة كافية لتدمير القوارب وتحطيم النوافذ. للمرة الأولى منذ 5 سنوات، تتحد قوى الطبيعة لتضرب 8 محافظات يمنية بموجة برد قاتلة. 24 ساعة فقط تفصل المواطنين عن مواجهة أخطر كارثة طبيعية في السنوات الأخيرة.
الدكتور سالم الأرصادي، الخبير الذي سهر ليالي لإعداد هذه التحذيرات المنقذة للأرواح، يؤكد أن الوضع "خطير جداً ويتطلب أخذ الحيطة والحذر فوراً". في المرتفعات الجبلية، يروي أحمد السعدي، المزارع من محافظة صعدة: "الرياح تعصف كأنها شفرات جليدية، وأخشى على محصولي من هذا البرد القارس". أكثر من 60% من سكان اليمن باتوا تحت تأثير موجة البرد التي تغطي مساحة تعادل ثلاثة أضعاف مساحة لبنان.
هذه العاصفة المثالية نتجت عن تضافر عوامل جوية استثنائية - تأثير كتل هوائية قطبية مع رطوبة استوائية وتضاريس جبلية معقدة. الذكريات المؤلمة تعود لكارثة شتاء 2018 التي أودت بحياة 12 شخصاً وشردت المئات. الدكتورة فاطمة الجوفي، خبيرة المناخ تحذر: "هذه التقلبات الأشد منذ 5 سنوات، وعلماء المناخ يتوقعون تكرارها بسبب التغيرات المناخية العالمية". في باب المندب، شهد محمد الصياد أمواجاً بارتفاع 4 أمتار تحطم قاربه الصغير وسط رياح "بقوة محرك طائرة نفاثة تدمر كل ما أمامها".
تأثيرات الكارثة تضرب الحياة اليومية بقسوة - إغلاق المدارس في المناطق الجبلية، توقف حركة الصيد، نفاد معدات التدفئة من الأسواق. العائلات تتجمع حول مدافئ الحطب بينما تستعد المستشفيات لطوارئ البرد القارس. خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود والأسماك، مع تأثر المحاصيل الزراعية. صفير الرياح العاصفة يخترق ليل صنعاء، بينما تنبعث أنفاس بخارية من أفواه المواطنين وسط برودة معدنية تخترق العظام. رغم المخاطر، قد تحمل الأمطار المتوقعة فرصة ذهبية للمزارعين بعد موسم جفاف قاس.
موجة طقس استثنائية تضرب 8 محافظات يمنية بقوة رياح 30 عقدة وبرد قاسي - هذا ما يواجهه اليمن خلال الـ24 ساعة القادمة. خبراء الطقس يتوقعون استمرار التقلبات خلال الأسابيع القادمة مع ضرورة الاستعداد الفوري. المركز الوطني يدعو جميع المواطنين لتجنب الخروج غير الضروري وتحضير مصادر الطاقة البديلة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتعلم اليمنيون من دروس الماضي، أم ستكرر الطبيعة انتقامها القاسي مرة أخرى؟