الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: CNN تكشف فضيحة الفيديو المزيف لسقوط الطائرة في السودان... المتداولون يخدعون الجماهير!
عاجل: CNN تكشف فضيحة الفيديو المزيف لسقوط الطائرة في السودان... المتداولون يخدعون الجماهير!

عاجل: CNN تكشف فضيحة الفيديو المزيف لسقوط الطائرة في السودان... المتداولون يخدعون الجماهير!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 10 ديسمبر 2025 الساعة 08:05 مساءاً

في عصر يحتاج فيه الكذب لثوانٍ للانتشار والحقيقة لساعات للكشف، كشفت CNN بالعربية فضيحة مدوية هزت مواقع التواصل الاجتماعي. فيديو واحد، عشرات الآلاف من المشاهدات، وكذبة كشفتها دقائق من التحقق المهني. بينما يحترق السودان في حرب حقيقية منذ أبريل 2023، تحترق الحقيقة في حرب رقمية لا تقل خطورة.

انتشر مقطع فيديو بسرعة البرق عبر فيسبوك وإكس وتيك توك، يزعم توثيق لحظة سقوط طائرة شحن من طراز إليوشن غرب مطار بورتسودان. حصد الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات في ساعات قليلة، بينما ملايين السودانيين النازحين ينتظرون أخباراً حقيقية عن وطنهم المحترق. "أم فاطمة، لاجئة سودانية، تتابع الأخبار بقلق شديد وتصدق كل ما تراه على فيسبوك عن وطنها" كما تحكي قصص آلاف المتابعين الذين انخدعوا بالمحتوى المضلل.

التحقيق العميق كشف أن الفيديو نُشر أولاً في 27 نوفمبر الماضي على حساب "حامد مرشود الرشيدي" في تيك توك، قبل أشهر من التقارير الحالية عن أي حادث طيران في السودان. المشاهد الليلية الضبابية لا تُظهر أي دليل واضح على سقوط طائرة، بل مجرد أجسام مضيئة تهوي تدريجياً في سماء مجهولة. مثل شائعات الحروب القديمة، لكن بسرعة البرق الرقمي، انتشر الكذب أسرع من انتشار الخبر الحقيقي عن المأساة الإنسانية التي تعصف بالسودان منذ 19 شهراً.

بينما يواجه السودان أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه المعاصر مع عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، تأتي المعلومات المضللة لتزيد الطين بلة. كل مشاركة خاطئة تضلل أسرة، وكل تحقق صحيح ينقذ الحقيقة. "محمد العربي، مستخدم تيك توك، شارك الفيديو دون تأكد ثم قال: 'ندمت على المشاركة بعد اكتشاف الحقيقة'". فيما يستمر تصاعد وتيرة القتال في دارفور وكردفان، وتتواصل المعاناة الإنسانية بأرقام مفجعة تستحق الاهتمام الحقيقي لا الشائعات المدمرة.

فضيحة الفيديو المزيف تكشف هشاشة النظام المعلوماتي في عصر الرقمنة، حيث السباق المحتدم بين الكذب والحقيقة قد يحسم مصير الإعلام ككل. في زمن تعهد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الحرب السودانية خلال استقباله ولي العهد السعودي، تبقى الحقيقة أول ضحايا الحروب الرقمية. تحقق قبل أن تشارك، اسأل قبل أن تصدق، فكر قبل أن تنشر. السؤال الأهم يبقى: في زمن يموت فيه السودان من الحرب الحقيقية، هل نحن مستعدون لقتله بالحرب المعلوماتية؟

شارك الخبر