في لحظة درامية لن تُمحى من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، سجل ليفربول هدفاً قاتلاً في الدقيقة 88 ليهزم إنتر ميلان 1-0 ويقفز مؤقتاً للمركز الثامن في دوري أبطال أوروبا، في انتصار قد ينقذ موسماً كاملاً من الانهيار. 8 دقائق كاملة من مراجعة تقنية الفار كانت كافية لتغيير مصير الريدز نحو النجاة من هاوية أوروبية محققة.
أندي روبرتسون، الظهير الأيسر الاسكتلندي، لم يخف انفعاله وهو يصف اللحظات الحاسمة: "كنا جميعاً بحاجة إلى هذا الانتصار. النتائج والأداء لم يكونا بالمستوى المطلوب". دومينيك سوبوسلاي، البطل المجري الشاب، تحمل ثقل ركلة الجزاء المثيرة للجدل وسط صمت مرعب في ملعب سان سيرو المعادي، محولاً الضغط إلى لحظة مجد خالدة.
لكن وراء هذا الانتصار الثمين تكمن قصة أعمق من مجرد ثلاث نقاط. ليفربول الذي اعتاد إرهاب أوروبا وجد نفسه يصارع للنجاة، في تراجع مؤلم ذكّر الجماهير بأيام الظلام قبل عهد كلوب الذهبي. المقارنة مع انتكاسات الماضي لا تخطئها العين، لكن هذا الفوز أشعل شرارة أمل قد تعيد الوحش الإنجليزي إلى عرشه الأوروبي.
أما الفيل الموجود في الغرفة، فهو محمد صلاح ومستقبله المثير للجدل. روبرتسون، الذي انضم للنادي في نفس فترة النجم المصري، أكد بحزم: "داخلياً، نحن متحدون تماماً. أحب اللعب إلى جانب محمد وأتمنى أن أواصل اللعب معه". أحمد الخيري، مشجع ليفربول من القاهرة، عبّر عن مشاعر الملايين: "كانت ساعات من القلق الشديد، لكن الهدف محا كل الألم".
الآن، مع صعود مؤقت للمركز الثامن، يقف ليفربول أمام فرصة ذهبية لتجنب مباريات الملحق وضمان تأهل مباشر لدور الستة عشر. لكن السؤال المحوري يبقى معلقاً في أذهان الجماهير: هل سيكون هذا الهدف في الدقيقة 88 نقطة التحول الحقيقية نحو استعادة المجد الأوروبي، أم مجرد بصيص أمل عابر في ليل طويل من المعاناة؟