في تطور مثير هز أوساط الشباب السعودي، أعلنت التأمينات الاجتماعية فتح باب التسجيل للنسخة العاشرة من برنامج "النخبة" المنتهي بالتوظيف، لكن شرط العمر الذي لا يتجاوز 25 عاماً أثار موجة من الصدمة بين آلاف الخريجين. النسخة العاشرة تحمل بين طياتها قصص نجاح آلاف الشباب عبر السنوات الماضية، وتفتح أبواب الأمل أمام جيل جديد يحلم بمستقبل مهني واعد.
البرنامج الذي يمتد لستة أشهر يشمل 16 تخصصاً مختلفاً من العلوم الاكتوارية إلى الذكاء الاصطناعي، ومن إدارة المخاطر إلى التسويق الرقمي. "البرنامج يمنح المتدرب قدرة أكبر على مواجهة تحديات سوق العمل" كما يؤكد خبراء التنمية البشرية. أحمد المطيري، خريج هندسة حاسوب يبلغ من العمر 24 عاماً، يعبر عن ترقبه: "هذه فرصة العمر، ستة أشهر قد تغير مجرى حياتي المهنية بالكامل". المكافآت الشهرية والتأمين الطبي الشامل يجعلان البرنامج أشبه بجسر ذهبي يربط بين مقاعد الدراسة وكراسي المسؤولية.
النجاح المستمر للبرنامج عبر تسع نسخ سابقة يعكس التزام التأمينات الاجتماعية برؤية 2030 وتأهيل الكوادر الوطنية. فهد السالم، خريج النسخة التاسعة الذي يعمل الآن كمدير مشروع، يشارك تجربته: "البرنامج لم يمنحني وظيفة فحسب، بل صقل شخصيتي المهنية وجعلني أكثر ثقة في مواجهة تحديات العمل". الخبراء يتوقعون أن تساهم هذه النسخة في رفع كفاءة القطاع التأميني بشكل كبير، خاصة مع التركيز على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
التأثير على حياة الشباب السعودي وعائلاتهم واضح وملموس. نورا العتيبي، خريجة اقتصاد بمعدل ممتاز تبلغ 23 عاماً، تصف شعورها: "عندما علمت بفتح التسجيل، شعرت وكأن باب المستقبل انفتح أمامي أخيراً". العائلات السعودية تتطلع بأمل كبير لهذه الفرصة التي تضمن مستقبلاً مهنياً واعداً لأبنائها. التدريب العملي المباشر مع عملاء التأمينات من مشتركين ومتقاعدين يمنح المتدربين رؤية شاملة للواقع العملي، بينما الشراكة مع أفضل الجامعات العالمية تفتح آفاقاً جديدة للتطوير المهني.
مع اقتراب موعد إغلاق التسجيل في التاسع من يناير 2026، يسود جو من الإثارة والترقب بين الشباب المؤهل. البرنامج يمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل المملكة ونموذجاً يُحتذى به في تطوير الكوادر الوطنية. فرصة ذهبية كهذه تطرق الباب مرة واحدة فقط كل عام، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون من محظوظي النخبة العاشرة الذين سيقودون مستقبل القطاع التأميني، أم ستنتظر سنة كاملة أخرى وتخاطر بفقدان هذه الفرصة الاستثنائية؟
