في تطور استثنائي يشهده عالم كرة القدم العربية، أعلنت إدارة المنتخب السعودي الأول توزيع آلاف التذاكر المجانية للجماهير الراغبة في دعم "الأخضر" أمام فلسطين في ربع نهائي كأس العرب. هذه الخطوة التاريخية، التي تحدث للمرة الأولى في البطولات العربية، تأتي قبل 48 ساعة فقط من المعركة الحاسمة على ملعب لوسيل الأيقوني.
خالد العتيبي، مهندس من الرياض، لم يتردد لحظة واحدة في السفر للدوحة. "هذه فرصة العمر لدعم منتخبنا في مرحلة حاسمة" يقول وهو يقف في طابور الحصول على التذكرة المجانية بأحد فنادق العاصمة القطرية. الأرقام تتحدث عن نفسها: 80 ألف مقعد في لوسيل ستشهد مواجهة قد تحدد مصير الأخضر، بينما تفصل الرياض عن الدوحة مسافة 450 كيلومتر فقط - أقل من المسافة بين الرياض وجدة.
هذه المبادرة ليست مجرد توزيع تذاكر، بل امتداد لتقليد راسخ بدأ مع دعم الجماهير السعودية لمنتخبهم في مونديال 1994، عندما حققوا معجزة الوصول لدور الـ16. د. سعد الحارثي، المحلل الرياضي، يؤكد أن "الدعم الجماهيري سيكون العامل الحاسم في هذه المرحلة المتقدمة من البطولة". القرب الجغرافي وسهولة السفر بين دول الخليج يجعل هذه الخطوة عملية ومدروسة، خاصة في توقيت الساعة 8:30 مساءً المثالي لأقصى حضور جماهيري.
فاطمة المطيري، مشجعة منذ 20 عاماً، تصف البادرة بـ"الاستثنائية" وتتوقع أن تشهد مدرجات لوسيل بحراً من اللون الأخضر لم نشهد مثله من قبل. التأثير لن يقتصر على الملعب فقط، بل سيمتد للشارع السعودي حيث تتزايد موجة الحماس الرياضي بشكل ملحوظ. أبو فهد، والد لثلاثة أطفال، وقف ساعات في الطابور "ليحقق حلم أبنائه برؤية الأخضر يقاتل من أجل التاريخ". الخبراء يحذرون من ضرورة الحفاظ على السلوك الرياضي المثالي، بينما يشيدون بالتأثير المعنوي الهائل المتوقع على أداء اللاعبين.
هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في تطوير ثقافة الدعم الجماهيري الخارجي، وخطوة رائدة نحو تعزيز الروابط بين المنتخب وجماهيره العريضة. مع اقتراب موعد المواجهة، تتزايد التوقعات حول قدرة هذا الدعم الجماهيري الاستثنائي على دفع الأخضر لتحقيق حلم التأهل لنصف النهائي. هل ستكون جماهير لوسيل هي اللاعب الثاني عشر الذي يقود الأخضر لكتابة فصل جديد في تاريخ الكرة السعودية؟