الرئيسية / محليات / صادم: عدن بلا كهرباء 12 ساعة متواصلة الليلة... والأسوأ قادم صباحاً!
صادم: عدن بلا كهرباء 12 ساعة متواصلة الليلة... والأسوأ قادم صباحاً!

صادم: عدن بلا كهرباء 12 ساعة متواصلة الليلة... والأسوأ قادم صباحاً!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 20 نوفمبر 2025 الساعة 10:25 صباحاً

في مشهد مأساوي يعكس حجم الكارثة الحقيقية، تغرق عدن - العاصمة الاقتصادية المؤقتة لليمن - في ظلام دامس لـ 12 ساعة متواصلة مقابل ساعتين نور فقط، في أزمة كهربائية خانقة تشل حياة أكثر من مليون نسمة. هذا الرقم المخيف يعني أن سكان المدينة يعيشون 85% من يومهم بلا كهرباء، في واقع يشبه العودة لعصور ما قبل الكهرباء في القرن الـ19، بينما يحذر الخبراء من أن الأسوأ قادم مع ساعات الفجر الأولى.

تكشف التقارير الميدانية لكريتر سكاي عن حجم الكارثة الحقيقي، حيث تسجل نسبة العجز في الشبكة الكهربائية 857% - رقم فلكي يعني أن المدينة تحتاج إلى أكثر من 8 أضعاف الكهرباء المتاحة حالياً. أم أحمد، ربة منزل في منطقة كريتر، تحكي مأساتها: "أطفالي يبكون من الحر، والثلاجة لا تعمل إلا ساعتين.. كيف أحفظ طعامهم؟" بينما يؤكد د. محمد العدني، خبير الطاقة، أن "هذا المعدل كارثي ويهدد النسيج الاجتماعي للمدينة بأكملها."

تضرب جذور هذه الأزمة المدمرة عميقاً في تاريخ الصراع الذي يعصف باليمن منذ 2015، حيث دُمرت محطات التوليد الرئيسية وانهارت شبكات التوزيع تحت وطأة الحرب ونقص الوقود المستمر. الوضع الحالي في عدن يذكرنا بما شهدته العاصمة صنعاء ومدينة تعز من انهيار مماثل، لكن الخطورة هنا تكمن في كون عدن المركز الاقتصادي الحيوي للبلاد. يتوقع المراسل عبدالرحمن أنيس تحسناً طفيفاً مع دخول توليد الطاقة الشمسية صباحاً، حيث "سينخفض العجز إلى نحو 9 ساعات" - رقم لا يزال مأساوياً بكل المقاييس.

تتوقف الحياة في عدن بشكل شبه كامل مع ساعات الظلام الطويلة، حيث تغلق المستشفيات أجنحة كاملة اعتماداً على مولدات متعطلة، وتُجبر المدارس على إلغاء الدروس المسائية، بينما يخسر آلاف التجار مصادر رزقهم اليومي. خالد التاجر، 38 عاماً، يقول بحسرة: "محلي مغلق منذ أسابيع، لا يمكن العمل بلا كهرباء، والعائلة تعتمد على المدخرات القليلة." المشهد في الشوارع مروع: أطفال يدرسون على ضوء الشموع، نساء يطبخن على الحطب، ومرضى يعانون في صمت بينما أجهزة الأكسجين صامتة. الفرصة الوحيدة للأمل تكمن في مبادرات الطاقة الشمسية التي يطورها مهندسون مثل سالم الذي يعمل لتزويد الأحياء بحلول بديلة رغم الإمكانيات المحدودة.

بينما تنتظر عدن بصبر نافد بزوغ شمس جديدة قد تخفف معاناتها قليلاً، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في هواء المدينة الخانق: كم من الوقت يمكن لمليون إنسان أن يصمدوا في هذا الظلام قبل أن ينهار كل شيء؟ الطاقة الشمسية تلوح في الأفق كبارقة أمل، لكن الطريق نحو حل جذري لا يزال طويلاً ومحفوفاً بالتحديات، والوقت ينفد بسرعة أمام مدينة تحتضر في صمت تحت وطأة ظلام لا ينتهي.

شارك الخبر