في توقع مفاجئ قد يغير وجه الاقتصاد اليمني، كشف خبير اقتصادي بارز عن سيناريو صادم: انخفاض الريال السعودي إلى 140 ريالاً يمنياً خلال الأيام المقبلة، في تطور قد يحمل بشارة أمل لملايين اليمنيين الذين يعانون من ويلات تدهور العملة منذ سنوات. هذا الرقم السحري «140» قد يكون مفتاح تحسن اقتصادي طال انتظاره، لكن السؤال الكبير يبقى: هل ستصمد التوقعات أمام واقع الأزمة السياسية المستمرة؟
الدكتور مساعد القطيبي، أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، وضع هذه التوقعات الجريئة على طاولة النقاش، مؤكداً أن التطورات السياسية المرتقبة ستكون المحرك الرئيسي لهذا التغيير المنشود. وأشار القطيبي إلى أن زيادة تدفق العملة السعودية، خاصة مع تحويلات رواتب القطاع العسكري, ستخلق وفرة في المعروض وتخفف الضغوط التضخمية الخانقة. أحمد المحضار، تاجر في سوق كريتر، عبر عن أمله قائلاً: «كل يوم أستيقظ وأدعو الله أن تتحسن أحوالنا المالية، فالعملة أصبحت كالريشة في مهب الريح.»
هذا التفاؤل الحذر يأتي بعد سنوات من المعاناة شهدت خلالها العملة اليمنية تدهوراً مستمراً منذ بداية الصراع. والمقارنة صارخة: 140 ريالاً يمنياً كانت تعادل دولاراً واحداً قبل الحرب، أما اليوم فهي تمثل أملاً في العودة إلى مستويات أقل كارثية. د. محمد الأكوع، خبير النقد والمصارف، يرى أن «التوقعات منطقية لكن تحتاج إلى استقرار سياسي حقيقي، فالعملة اليمنية كالمريض الذي يحتاج علاجاً سياسياً قبل الاقتصادي.»
تأثير هذا التحسن المحتمل سيمتد إلى كل بيت يمني، حيث انخفاض أسعار السلع الأساسية وتحسن القدرة الشرائية قد يعيد الابتسامة للوجوه المنهكة. فاطمة عبدالله، موظفة حكومية، تقول بأمل مختلط بالحذر: «أتمنى أن تنخفض أسعار الطعام والدواء، لكنني تعلمت ألا أفرح كثيراً قبل أن أرى التحسن على أرض الواقع.» السيناريو الأفضل يحمل إمكانية استقرار نسبي للاقتصاد وجذب استثمارات محدودة، بينما السيناريو الأسوأ يحذر من تدهور أكبر في حال فشل الاتفاقات السياسية المرتقبة.
في ظل هذه التوقعات الواعدة، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتحقق النبوءة الاقتصادية أم ستبقى مجرد أمنيات في بلد ينتظر السلام؟ الخبراء ينصحون بالحذر من المضاربة المفرطة ومتابعة التطورات السياسية عن كثب، فتقلبات العملة في اليمن أصبحت كالأمواج العاتية التي قد تحمل الأمل أو تحطم الآمال على صخور الواقع المرير. المعادلة واضحة: سلام سياسي = استقرار اقتصادي، وبدونه تبقى كل التوقعات رهينة الأحلام.