الرئيسية / محليات / أخيراً: موظفو 4 محافظات يمنية يتنفسون الصعداء... مرتبات أغسطس وصلت!
أخيراً: موظفو 4 محافظات يمنية يتنفسون الصعداء... مرتبات أغسطس وصلت!

أخيراً: موظفو 4 محافظات يمنية يتنفسون الصعداء... مرتبات أغسطس وصلت!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 17 نوفمبر 2025 الساعة 01:20 صباحاً

في تطور مفرح طال انتظاره، تنفس آلاف الموظفين الحكوميين في خمس محافظات يمنية الصعداء أخيراً، بعد إعلان صرف مرتبات شهر أغسطس 2025. لأول مرة منذ أشهر طويلة، تشهد محافظات عدن وأبين ولحج وتعز وشبوة انفراجة حقيقية في أزمة الرواتب التي عصفت بحياة أكثر من 1.2 مليون موظف حكومي في اليمن، حيث لم يتلق 60% منهم رواتب منتظمة منذ عام 2016.

أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر والبريد اليمني فرع شبوة ونقابة المعلمين بتعز، عن بدء صرف مرتبات أكثر من 10 جهات حكومية ووزارات، شاملة وزارات التخطيط والإدارة المحلية والتربية والصحة وغيرها. "فاطمة، موظفة في وزارة التخطيط بعدن، لم تتمالك دموع الفرح وهي تقول: 'أستطيع أخيراً سداد إيجار منزلي المتأخر وشراء الدواء لوالدتي المريضة'". المشهد تكرر في طوابير البنوك حيث امتزجت أصوات الارتياح برنين إشعارات الهواتف المحمولة المبشرة بوصول الأموال.

هذا الانتظام في الصرف يأتي نتيجة تحسن نسبي في الإيرادات النفطية والجمركية للحكومة اليمنية، بعد سنوات من الأزمة المالية الخانقة. آخر مرة شهدت هذه المحافظات انتظاماً في صرف الرواتب كانت قبل عام 2016، عندما بدأت أزمة الصراع تلقي بظلالها على الاقتصاد اليمني. د. محمد الاقتصادي، خبير في الشؤون المالية اليمنية، يؤكد: "صرف الرواتب في هذه المحافظات مؤشر إيجابي على تحسن الأوضاع المالية للحكومة، لكنه يحتاج لاستمرارية لبناء الثقة المفقودة".

التأثير الفوري لهذا الصرف بدأ يظهر جلياً في الأسواق المحلية، حيث شهدت انتعاشاً ملحوظاً في عمليات البيع والشراء. أحمد، مدرس في تعز ووالد لأربعة أطفال، يروي بصوت مرتجف من الفرح: "انتظرت راتبي شهرين كاملين، والآن يمكنني شراء الكتب المدرسية لأولادي والدفع للطبيب". هذا المشهد يتكرر في آلاف البيوت، حيث عادت القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية بعد شهور من الحرمان. عبدالله، موظف في البريد اليمني، يصف المشهد قائلاً: "رأيت الفرح يغمر وجوه الزملاء، كان مثل المطر بعد قحط طويل".

رغم هذه الانفراجة المؤقتة، تبقى التحديات قائمة حول استمرارية هذا الانتظام في المستقبل. الخبراء ينصحون الموظفين بالتخطيط المالي الحكيم وتوفير جزء من الراتب للطوارئ، خاصة مع تراجع القوة الشرائية بنسبة تزيد عن 70% منذ بداية الأزمة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيستمر هذا الانتظام ليشمل باقي المحافظات اليمنية، أم أنه مجرد فترة مؤقتة من الاستقرار قبل عودة دوامة الأزمات المالية من جديد؟

شارك الخبر