بعد انتظار دام أسابيع، يتنفس 15 ألف معلم وإداري في عدن الصعداء اليوم مع الإعلان الرسمي عن صرف مرتبات شهر أغسطس. للمرة الأولى منذ شهور، تصدح أصوات الفرح في مدارس عدن، حيث انتشر الخبر بسرعة البرق بين أروقة المؤسسات التعليمية. اليوم فقط بدأت عملية الصرف عبر القنوات الرسمية، مما يعيد الأمل لآلاف الأسر التي اعتمدت على هذه المرتبات لتلبية احتياجاتها الأساسية.
أم أحمد، معلمة في مدرسة الزهراء، لا تخفي فرحتها وهي تقول: "انتظرت راتبي ثلاثة أشهر كاملة لأتمكن من دفع إيجار المنزل". الأستاذ محمد العدني، مدير إحدى المدارس، أكد أن موجة ارتياح عمت جميع المدارس فور وصول النبأ السار. وبحسب مصادر في مكتب التربية، فإن عملية الصرف تسير وفق الخطة المحددة، حيث تم تفعيل عشرات نقاط الصرف في مختلف المديريات لضمان وصول المرتبات لجميع المستحقين.
هذا الإعلان يأتي بعد فترة من التحديات المالية والاقتصادية التي واجهت القطاع التعليمي في اليمن، حيث شهدت الأشهر الماضية تأخيراً في صرف الرواتب بلغ متوسطه 8 أشهر خلال العامين الماضيين. د. عبدالله اليماني، خبير التعليم، يؤكد أن انتظام الرواتب أمر حيوي لضمان جودة التعليم واستقرار الكادر التعليمي. التحسن في الوضع المالي للحكومة المحلية وتوفر السيولة اللازمة ساهم في إنجاز هذه الخطوة المهمة، مما يعيد للأذهان أيام ما قبل الحرب عندما كانت الرواتب تُصرف بانتظام.
يمكن لهذا الإنجاز أن يغير حياة آلاف الأسر في عدن، حيث يمثل راتب شهر واحد سلة غذاء كاملة لأسرة من خمسة أفراد لمدة شهر. سالم الجعدي، موظف إداري في أحد المكاتب التعليمية، وصف فرحة زملائه قائلاً: "كان المشهد مؤثراً جداً، رأيت الابتسامة تعود لوجوه زملائي بعد شهور من القلق". هذا التحسن المالي سيمكن المعلمين من العودة للتركيز على رسالتهم التعليمية دون القلق بشأن لقمة العيش، كما سيزيد من الإنفاق المحلي ويحرك عجلة الاقتصاد في المنطقة.
مع انطلاق عملية الصرف اليوم عبر القنوات الرسمية ونقاط الصرف المعتمدة، يأمل الجميع في أن تكون هذه بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار المالي للقطاع التعليمي. على المعلمين والإداريين التوجه لاستلام مرتباتهم وفق الجداول المحددة لكل مدرسة وإدارة تعليمية، مع ضرورة تجنب ساعات الذروة لمنع الازدحام. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستستمر هذه الانفراجة وتصبح نهجاً ثابتاً، أم ستعود التحديات مرة أخرى؟
