100% - هذه نسبة توقف الصادرات النفطية في اليمن، الدولة التي كانت تعتمد عليها بنسبة 70% من إيراداتها. في الوقت الذي تناقش فيه دول العالم مستقبل الطاقة، يعيش 30 مليون يمني في ظلام حقيقي. مؤتمر مصيري خلال 48 ساعة قد يقرر مصير شعب كامل. فرصة أخيرة وأمل متجدد للإنقاذ في مؤتمر باريس القادم.
في خطوة حاسمة يمكن أن تحول مسار الاقتصاد اليمني، شارك وفد اليمن بقيادة السفير الدكتور رياض ياسين في ندوة نظمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في باريس، حيث تم الكشف عن خطة لعقد مؤتمر بعنوان "الطاقة المستدامة من أجل تعافي اليمن" في 26 و27 نوفمبر. مع توقف 100% من الصادرات النفطية و80% من الشعب يفتقدون الكهرباء المنتظمة، الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً وفعّالاً، كما صرح السفير ياسين.
على مدى سنوات، يعاني الاقتصاد اليمني من انهيار شبه تام بفعل الصراع المستمر وتوقف الصادرات الأساسية. وقد شبه خبراء الحالة الحالية بالوضع في العراق في تسعينات القرن الماضي أو ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. الأزمة الراهنة تستدعي تدخلات حاسمة لبدء عملية التعافي، كما أشار د. محمد الحاوري إلى الحاجة الملحة لاستمرار الدعم.
من منازل مظلمة ومطاعم تعمل بالشموع إلى مستشفيات بلا كهرباء، الحياة اليومية في اليمن تتأثر بشدة بسبب الأزمة. النتائج المتوقعة من نجاح المؤتمر قد تعيد الكهرباء لملايين اليمنيين خلال عام أو قد تفشل في تحقيق التغيير المنشود. الشعب اليمني يعيش بين التفاؤل الحذر والانتظار القلق لما قد يأتي. المستثمرون يرون فرصة ذهبية لبناء مستقبل جديد؛ فهل ستكون هذه المرة مختلفة؟
اليمن تقف الآن أمام مفترق طرق بين انهيار اقتصادي كامل أو تعافي تدريجي قد يبدأ بمخرجات مؤتمر نوفمبر. هذا المؤتمر يحمل ثقل التوقعات الهائلة لإنقاذ أمة بأكملها، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات جمة للتحرك بسرعة. هل ستكون هذه المرة مختلفة، أم أننا أمام كارثة إنسانية أكبر؟