في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، سجلت أسعار الذهب قفزات جنونية وصلت بسعر الجنيه الذهبي إلى 615 ألف ريال يمني - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لمدة 3 سنوات كاملة! الأرقام تكشف عن كارثة اقتصادية حقيقية: فجوة سعرية تصل إلى 150% بين المناطق، حيث يباع جرام الذهب عيار 24 في صنعاء بـ80 ألف ريال مقابل 32,258 ريال في أماكن أخرى. خبراء يحذرون: الأسعار ترتفع كل ساعة، والأزمة قد تكون مجرد البداية.
فاطمة محمد، ربة منزل من صنعاء، تحكي قصتها المؤلمة: "اضطررت لبيع جنيه الذهب الوحيد الذي ورثته عن والدتي لتغطية تكاليف علاج ابني، كان قلبي يتقطع وأنا أراه يختفي مقابل كومة من الأوراق النقدية." في المقابل، يروي أحمد الحكيمي، تاجر ذهب شاب، كيف استطاع تحقيق أرباح طائلة من استغلال فروق الأسعار المرعبة بين المناطق. الأرقام تتحدث عن كارثة حقيقية: جرام الذهب الواحد يساوي الآن راتب شهر كامل لموظف متوسط، بينما تمتلئ محلات الذهب بطوابير من المواطنين المحتارين بين البيع والشراء.
منذ بداية الحرب في 2014، والذهب يتحول تدريجياً إلى الملاذ الآمن الوحيد للأموال في اليمن، مع انهيار الريال اليمني وفقدان الثقة في البنوك. د. محمد الأنسي، خبير اقتصادي، يؤكد: "ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل المجنون يعكس فقدان الثقة الكامل في العملة المحلية." الوضع يذكرنا بأزمة لبنان 2019 عندما لجأ الناس للذهب كعملة بديلة، لكن الحالة اليمنية أكثر تعقيداً بسبب الانقسام الجغرافي وصعوبة النقل بين المحافظات. خبراء يتوقعون مزيداً من الارتفاع مع استمرار عدم الاستقرار، بينما تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء كل يوم.
التأثير على الحياة اليومية أصبح مدمراً: الشباب يؤجلون الزواج لعدم قدرتهم على شراء الذهب للعروس، والعائلات تبيع مجوهراتها التراثية لتدبير لقمة العيش. خالد السماوي، مواطن من الحديدة، يقول بحسرة: "رأيت طوابير طويلة أمام محلات الذهب لأول مرة منذ سنوات، الناس تبيع وتشتري في حالة من الذعر." النتائج المتوقعة مرعبة: تحول كامل للمجتمع نحو الاعتماد على الذهب كعملة موازية، مع احتمالية انهيار كامل للثقة في الريال اليمني. بين مؤيد لاعتبار الذهب ملاذاً آمناً وخبير يحذر من فقاعة قد تنفجر، يقف المواطن اليمني البسيط محتاراً أمام أرقام تتغير بسرعة البرق.
أسعار قياسية، فجوات مخيفة بين المناطق، وواقع اقتصادي مرير - هذا ما تواجهه الأسواق اليمنية اليوم. خبراء يدعون المواطنين لتوخي الحذر الشديد والتعامل مع تجار موثوقين، بينما تبقى التوقعات المستقبلية غامضة في ظل استمرار عدم الاستقرار. السؤال المطروح الآن: هل نحن أمام انهيار اقتصادي كامل سيحول الذهب إلى العملة الرسمية لليمن، أم مجرد أزمة مؤقتة ستمر كما مرت غيرها؟