في مشهد يعكس حجم التحديات الاقتصادية، سجلت أسواق العاصمة عدن صباح اليوم أرقاماً صادمة جعلت المواطنين يفركون أعينهم عدم تصديق - 8000 ريال لكيلو البصل الواحد، رقم يجعل هذه الخضار الأساسية أغلى من اللحم في بعض الأحيان! بينما استقرت أسعار أخرى عند مستويات معقولة، إلا أن الفوارق الجنونية بين المنتجات تخبر قصة اقتصاد يعيش على حافة الهاوية.
في تطور مفاجئ، شهدت أسواق عدن انقساماً حاداً بين أسعار الخضروات والفواكه، حيث سجل فارق سعري يصل إلى 700% بين أرخص المنتجات وأغلاها. فاطمة أحمد، ربة بيت من عدن، تقول وهي تحدق في لوحة الأسعار بذهول: "أصبحت مضطرة لحذف البصل من قائمة التسوق بسبب السعر الجنوني، كيف لعائلة بسيطة أن تدفع 8000 ريال لكيلو واحد؟" في المقابل، بقيت أسعار الطماط والبطاطس والموز مستقرة عند 1000 ريال للكيلو، مما خلق تناقضاً صارخاً في نفس الأسواق.
هذه الفوارق الدرامية لم تأت من فراغ، بل تعكس أزمة عملة متفاقمة وارتفاعاً جنونياً في تكاليف الاستيراد. د. عبدالله الحمادي، خبير اقتصادي، يحذر: "ما نشهده اليوم يذكرنا بأزمات غذائية سابقة شهدتها المنطقة، والأرقام الحالية قد تكون مجرد البداية إذا لم تتدخل الجهات المختصة فوراً." التفاح والبرتقال قفزا إلى 5000 ريال للكيلو، أي 5 أضعاف سعر الموز، في مؤشر واضح على تأثر الفواكه المستوردة بالتقلبات الاقتصادية أكثر من المنتجات المحلية.
الأثر لا يتوقف عند الأرقام، بل يمتد لتغيير جذري في حياة الأسر اليمنية. أم سالم، متسوقة في السوق، تروي: "أشتري الموز والطماط فقط هذه الأيام لأن باقي الأسعار خيالية، وأطفالي يسألون عن التفاح والبرتقال ولا أجد إجابة." محمد علي، تاجر خضار، يؤكد أن المبيعات تراجعت بنسبة 60% في المنتجات غالية الثمن، بينما ازداد الطلب على البدائل الرخيصة. هذا التحول يرسم خريطة جديدة للاستهلاك الغذائي، قد تؤثر على التغذية والصحة العامة للمجتمع اليمني.
بينما تشهد أسواق عدن هذا التأرجح الحاد في الأسعار، تبقى الأسئلة معلقة حول مستقبل الأمن الغذائي في اليمن. الخبراء ينصحون بالتركيز على الخضروات الموسمية المحلية والتخطيط الذكي للميزانيات العائلية. السؤال الآن: هل ستبقى هذه الأسعار الصادمة استثناءً مؤقتاً، أم أنها بداية لواقع اقتصادي جديد يتطلب تكيفاً جذرياً مع تحديات لا تنتهي؟