في تحوّل يعتبر بمثابة الثورة الإعلامية، خمس سنوات فقط كانت كافية لإحداث ثورة حقيقية في الإعلام السعودي، من صحفي في جريدة محلية إلى قائد أكبر تحول إعلامي في تاريخ المملكة.
مع تغيير قيادي يحدث الآن، الأمر سيؤثر بلا شك على ما تشاهده وتسمعه غداً، ليبقى السؤال: كيف سيُعزز هذا التحول من ريادة السعودية في هذا المجال؟
بعد فترة قيادات صحفية حافلة، يشهد الإعلام السعودي الآن انتقال قيادي مدروس في أكبر مؤسسة إعلامية حكومية، إذ أنهى محمد فهد الحارثي فترة متميزة دامت خمس سنوات تغيرت خلالها وجهة الإعلام الوطني بشكل لم يسبق له مثيل. بنهاية هذه الفترة، تم إطلاق أول إذاعة إخبارية متخصصة في المملكة عام 2022.
وقال الحارثي في تصريح له: "إن الهيئة تمضي في مسار يستند إلى التطوير والإبداع". هذا التحول جلب موجة من التفاؤل والترقب في الأوساط الإعلامية السعودية. كما يحكي أحمد الصحفي، أحد زملاء الحارثي: "لقد شهدنا تحولاً جذرياً في فهم الإعلام وإدارته خلال هذه الفترة".
لقد شكل التحول الإعلامي جزءاً من رؤية السعودية 2030، الذي يعد تحولاً إعلامياً كبيراً ضمن التطوير المؤسسي. كان النمو الاقتصادي، التحول الرقمي، ورؤية المملكة المستقبلية من الأسباب والعوامل المؤثرة في هذا التحول.
التطوير الذي شهده الإعلام السعودي جاء مشابهاً لتطوير القطاعات الأخرى كالسياحة والترفيه. ومع وجود القيادة الجديدة تحت رئاسة علي الزيد، يتوقع الخبراء مرحلة جديدة من التكامل بين الإعلام التقليدي والرقمي.
التحولات الإعلامية تؤثر بشدة على الحياة اليومية للمواطن السعودي، حيث يعد المحتوى الإعلامي أكثر تنوعاً وجودة. يتوقع أن الريادة الإقليمية في الإنتاج الإعلامي المتطور ستكون في متناول اليد مع فرص وظيفية جديدة في القطاع الإعلامي الرقمي.
وقد تلقت تعيينات القيادة الجديدة ترحيباً من الإعلاميين وتفاؤلاً من الجمهور بينما يترقب المنافسون تأثير هذا التحول.
تلخص النقاط الرئيسية المرحلة السابقة في تسليم ناجح لمؤسسة متطورة لقيادة خبيرة، كما أنها تفتح الأفق لإعلام سعودي أكثر تأثيراً وانتشاراً عالمياً.
ومع هذه التحولات الجذرية، تأتي دعوة لمتابعة التطورات الجديدة والمشاركة في صناعة المحتوى الإعلامي. يبقى السؤال: هل ستكون الخمس سنوات القادمة أكثر إبهاراً من السابقة؟
