في تطور استثنائي هز أوساط المقيمين في المملكة، أعلنت الإدارة العامة للجوازات رسمياً عن برنامج تاريخي يمنح 6 فئات محددة فقط إعفاءً كاملاً من رسوم تجديد الإقامة، في قرار يوفر على كل مستفيد 2000 ريال سنوياً. البرنامج ساري المفعول فوراً، والمعايير صارمة للغاية - مما يطرح السؤال الحاسم: هل أنت من المحظوظين القلائل الذين سيتمتعون بهذا الامتياز الذهبي؟
الكشف الرسمي حدد بدقة الفئات الست المؤهلة للاستفادة، وتشمل المساهمين في الأمن الوطني الذين قدموا خدمات استثنائية لأجهزة وزارة الداخلية، إضافة إلى الشركاء الدوليين والدبلوماسيين حاملي الوثائق الخاصة. كما تضم القائمة أقارب المواطنين السعوديين، والعاملين في القطاعات الأساسية مثل القطاع المنزلي، والزوجات غير السعوديات المتزوجات من مواطنين، وأخيراً المهن ذات الأولوية. د. فاطمة التونسية، خبيرة طبية ساهمت في برامج الصحة الوقائية، تصف شعورها: "لم أتوقع هذا التقدير المذهل، البرنامج يعكس اهتمام المملكة الحقيقي بمن يساهم في نهضتها".
هذا القرار الثوري يأتي ضمن رؤية 2030 الطموحة لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار والمواهب، في ظل منافسة إقليمية شرسة لجذب الكفاءات العالمية. الخبراء يشبهون هذا البرنامج بـ"البطاقة الذهبية في البنوك" - امتيازات حصرية لفئة مختارة بعناية. د. محمد العتيبي، خبير قانون الهجرة، يؤكد: "هذه خطوة ثورية تضع السعودية في المقدمة إقليمياً، وتوقع زيادة 30% في الطلب على الإقامة السعودية خلال العام المقبل".
لكن الواقع المرير يكشف أن ملايين المقيمين الآخرين سيستمرون في دفع الرسوم الباهظة، حيث يدفع التابعون والأبناء 2000 ريال سنوياً لكل فرد. أحمد المصري، مقيم منذ 10 سنوات مع عائلة من 4 أفراد، يعبر عن إحباطه: "أدفع 8000 ريال سنوياً لتجديد إقامات العائلة، بينما آخرون يحصلون عليها مجاناً تماماً". في المقابل، تشع سارة اللبنانية، المتزوجة من مواطن سعودي، فرحاً: "البرنامج وفر علي 2000 ريال كنت أحتاجها بشدة لتعليم أطفالي". البرنامج يعيد تشكيل الخريطة المالية للمقيمين، مما يثير تساؤلات حول عدالة التوزيع.
مع دخول البرنامج حيز التنفيذ، يسارع الخبراء للتحذير من ضرورة استيفاء كافة الشروط الصارمة، بما في ذلك السجل النظيف من المخالفات والتأمين الطبي الساري. التوقعات تشير إلى تحول جذري في مناخ الاستثمار والإقامة بالمملكة، مع احتمالية توسع البرنامج مستقبلاً ليشمل فئات أخرى. السؤال الآن: هل ستكون من المحظوظين الذين يوفرون آلاف الريالات سنوياً، أم ستبقى تراقب من بعيد وأنت تدفع؟
