أقل من 15 يوماً فقط في السنة تشهد المدينة المنورة هطول أمطار حقيقية، لكن الساعات القادمة تحمل مفاجأة استثنائية قد تغير وجه المدينة المقدسة تماماً. المركز الوطني للأرصاد يؤكد توقعات صادمة: أمطار متوسطة إلى غزيرة ستجتاح المدينة المنورة خلال ساعات، والجميع مطالب بالاستعداد الآن قبل فوات الأوان.
في تطور نادر يثير البهجة والترقب، يتوقع الخبراء أن تصل كمية الأمطار إلى معدلات غير مسبوقة هذا العام، بقوة هطول قد تملأ مليون زجاجة ماء على كل كيلومتر مربع. "هذه الأمطار قد تكون الأغزر هذا العام، وستجلب انخفاضاً في الحرارة يصل إلى 15 درجة مئوية"، يؤكد د. سالم الحربي، خبير الأرصاد الجوية. أبو محمد العتيبي، مزارع نخيل في ضواحي المدينة، لا يخفي فرحته: "ننتظر هذه الأمطار منذ شهور لتروي مزارعنا الظامئة".
تحرك الكتل الهوائية الباردة وتغيرات الضغط الجوي تذكرنا بأمطار عامي 2018 و2020 التي أدخلت البهجة على قلوب سكان المدينة وزوارها. المدينة المنورة، التي تقع في منطقة شبه جافة، تستعد لاستقبال نعمة السماء التي ستعيد شحن المياه الجوفية وتحسن جودة الهواء بشكل ملحوظ. الخبراء يؤكدون أن هذه الأحوال الجوية ستكون مفيدة للبيئة والزراعة، وقد تمتد لعدة أيام متتالية.
ستشهد الحياة اليومية في المدينة تحولاً جذرياً، حيث تستعد العائلات لتجميع مياه المطر والاستمتاع بنسمات الهواء العليل. فاطمة الأحمد، ربة منزل في المدينة، تقول: "نحن نستعد بتجهيز أوعية لتجميع ماء المطر، وأطفالي متحمسون لرؤية المطر ينهمر". المزارعون يفرحون، السائقون يتأهبون بالحذر، والحجاج والمعتمرون يعتبرونها بركة خاصة. عبدالله الجزائري، حاج يزور المدينة، يعبر عن سعادته: "البركة في هطول المطر على الأرض المقدسة".
الأمطار المنتظرة تحمل في طياتها نعمة حقيقية للمدينة المقدسة، وقد تكون بداية موسم مطري مبارك يجدد الحياة ويروي الأرض الظامئة. على جميع السكان والزوار اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجهيز المظلات وملابس المطر، مع تجنب الأودية والمناطق المنخفضة. هل أنت مستعد لاستقبال هذه النعمة السماوية في المدينة المنورة؟
